رسالة الفيل – د. أسامة الأشقر

كنت أرتّل سورة الفيل، ولم أكُ أفْطَنُ لكل هذا التدبّر فيها، فكتبتُ لسادتي في الخنادق أنّ في هذه السورة نداءً مُنذِراً، فخاطِبوا به عدوّكم واعتزّوا بهيبة ندائكم! إنها تقول:

  1. ولا يغرنّكم أيها الأوغاد أن حصون الفيل العظيم معكم، وأن قبائل الفيل تتألّب لأجل الدفاع عنكم، فالله غالبكم على أمره، وهو أشدّ منكم قوّةً وأكثر جمعاً.
  2. وإن الله الذي دفع الكيد عن بيته المعظّم سيدفع عن رسوله وعن أهل طاعته والقائمين على سبيله رغم قوّة سلاح أصحاب الفيل ووفرة أعدادهم وكثرة جندهم.
  3. وأنّ قادة الفيل وسُوّاسه سينتهي بهم الأمر بلا فيلٍ يسترزقون منه، وستعمَى أبصارهم حتى يستطعِموا الناس في مضائق الدول فلا يجدون من يعطيهم أو يرقّ لحالهم بعدما ظهر من طغيانهم.
  4. وإن كان كيدُكم احتيالاً لإيقاع الضرّ بنا وإيجاد التعِلّة لحربنا وإبادتنا، فإن الله سيجعل فيه التضليل والتَّبَاب، ويبطله، ولن ينفعكم ظهوركم وتدميركم، ولن يوصل اللهُ كيدَكم إلى مقصودكم ومرادكم.
  5. وإن حجارة السجّيل السوداء التي رمتها الطير الأبابيل ستُنفِّط جلودكم، وتأكل عَصْفكم.
  6. وستولد في زماننا الأغرّ هذا بركةٌ ظافرةٌ ستتهيّبون ميلادها، وتُعْظِمون حرمتَها، وتتبعون دَيّانيها وقادتَها، وسيصير أصحاب الفيل مثلاً سالفاً في الغابرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى