كنت أرتّل سورة الفيل، ولم أكُ أفْطَنُ لكل هذا التدبّر فيها، فكتبتُ لسادتي في الخنادق أنّ في هذه السورة نداءً مُنذِراً، فخاطِبوا به عدوّكم واعتزّوا بهيبة ندائكم! إنها تقول:
- ولا يغرنّكم أيها الأوغاد أن حصون الفيل العظيم معكم، وأن قبائل الفيل تتألّب لأجل الدفاع عنكم، فالله غالبكم على أمره، وهو أشدّ منكم قوّةً وأكثر جمعاً.
- وإن الله الذي دفع الكيد عن بيته المعظّم سيدفع عن رسوله وعن أهل طاعته والقائمين على سبيله رغم قوّة سلاح أصحاب الفيل ووفرة أعدادهم وكثرة جندهم.
- وأنّ قادة الفيل وسُوّاسه سينتهي بهم الأمر بلا فيلٍ يسترزقون منه، وستعمَى أبصارهم حتى يستطعِموا الناس في مضائق الدول فلا يجدون من يعطيهم أو يرقّ لحالهم بعدما ظهر من طغيانهم.
- وإن كان كيدُكم احتيالاً لإيقاع الضرّ بنا وإيجاد التعِلّة لحربنا وإبادتنا، فإن الله سيجعل فيه التضليل والتَّبَاب، ويبطله، ولن ينفعكم ظهوركم وتدميركم، ولن يوصل اللهُ كيدَكم إلى مقصودكم ومرادكم.
- وإن حجارة السجّيل السوداء التي رمتها الطير الأبابيل ستُنفِّط جلودكم، وتأكل عَصْفكم.
- وستولد في زماننا الأغرّ هذا بركةٌ ظافرةٌ ستتهيّبون ميلادها، وتُعْظِمون حرمتَها، وتتبعون دَيّانيها وقادتَها، وسيصير أصحاب الفيل مثلاً سالفاً في الغابرين.