قالت الباحثة
السياسية سارة مجذوب إن محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” نائب رئيس
المجلس العسكري الانتقالي في السودان هو الرجل الذي يقف وراء المذابح في الخرطوم،
لأنه بسمعته كمجرم هو الشخصية المناسبة لتولي دور القمع، كما أن دوره هو الذي يفسر
قدرة الدولة العميقة من نظام الرئيس عمر البشير على مقاومة التغيير.
وفي مقال لها بموقع “أوريان
21” الفرنسي، قالت مجذوب إن هذا الجنرال -الذي قال إن صبره في السياسة
“له حدود”- هو قائد مليشيات “قوات الدعم السريع” ولا ينتمي
للجيش النظامي المؤسسي، لكنه بعد أيام من إقالة الرئيس السوداني المخلوع عمر حسن
البشير في 11 أبريل/نيسان 2019 أصبح نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، حيث فرض
نفسه بالقوة كما يرى السودانيون الذين اشتهر لدى أغلبهم كقاطع طريق ومجرم حرب.
وقالت الباحثة المختصة في شؤون
السودان إن حميدتي بمليشياته أصبح “الواجهة” الرئيسية لانفتاح نظام
البشير على العالم بشأن إدارة قضية الهجرة ومراقبة الحدود، جنبا إلى جنب مع الرئيس
الحالي للمجلس العسكري الجنرال عبد الفتاح البرهان الذي روج لمشاركة كتيبة سودانية
في التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب اليمنية منذ عام 2015.
ورأت الباحثة أن حميدتي اكتسب شكلا ما
من أشكال الشرعية الدولية، وعزز شخصيته كـ”رجل اللحظة” بعد سقوط البشير،
من خلال مقابلاته أمام الكاميرات مع ممثل الاتحاد الأوروبي وسفراء كل من فرنسا
والمملكة المتحدة وهولندا وممثلين عن الدبلوماسية الأميركية، إضافة إلى لقائه بولي
العهد السعودي محمد بن سلمان أثناء زيارة للمملكة.
وجسد هذا الجنرال تدريجيا
“السلطة التنفيذية” في الخرطوم بوجوده على جميع الجبهات ومشاركته في
جميع القرارات، وكثرة ظهوره وتصريحاته المتناقضة أحيانا، فهو من يطلق السجناء ومن
يهدد المضربين ومن يغلق بقواته مدخل التلفزيون ومن يلقي المحاضرات على الشرطة، وهو
من يتهم منظمات غير حكومية بالحث على الفوضى.
ولم تر الباحثة -التي اختارت عنوان مقالها “حميدتي.. فرانكشتاين في الخرطوم”- في بدايات هذا الرجل كتاجر للماشية وحام للقوافل بين غرب السودان وتشاد وشرق ليبيا ما يؤهله لهذا الصعود المذهل حتى يصبح نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان والرجل المتحكم في المرحلة الانتقالية.