من الأجداد إلى الأحفاد من حاكم قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني طيب الله ثراه إلى امير البلاد المفدى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله نهج يسير بخط مستقيم وانا أتصفح ارشيف مجلة الدوحة وعددها الأول لفت انتباهي عندما صدر العدد الأول من مجلة “الدوحة” في 5 فبراير 1969، لم يكن مجرد إصدار ثقافي اعتيادي، بل كان بمثابة بيان مبكر يعلن انحياز قطر الواضح والصريح لقضايا الأمة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ففي عددها الأول، خصصت المجلة صفحات مؤثرة للحديث عن الفدائيين الفلسطينيين، معبّرة عن تضامن ثقافي وسياسي مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.
مقال توفيق زياد: الفدائيون رمز الصمود
من أبرز ما ورد في ذلك العدد مقال للكاتب الفلسطيني المعروف توفيق زياد بعنوان “الفدائيون في فلسطين”، حيث تناول فيه ببصيرة المثقف والمناضل واقع المقاومة الفلسطينية في تلك المرحلة. كتب زياد بكلمات صادقة عن الفدائيين، معتبراً أنهم ليسوا فقط مقاتلين، بل رموز لكرامة الأمة العربية بأسرها. سلط الضوء على شجاعة الفلسطينيين في مواجهة آلة الاحتلال، وعلى ضرورة الدعم العربي الكامل لهم، سياسيًا ومعنويًا.
مقال زياد لم يكن معزولًا عن التوجه العام للمجلة، بل جاء منسجمًا مع رؤيتها التحريرية التي عبّر عنها رئيس تحريرها آنذاك إبراهيم أبو ناب، حين قال في الافتتاحية إن “الأمة العربية تقف على مفترق طرق بين الحياة والموت”، في إشارة واضحة إلى دقة المرحلة التاريخية، وما تحمله من تحديات وجودية.
قطر: دعم مستمر لا يعرف التراجع
ما لفت الانتباه حين تصفّحنا ذلك العدد التاريخي هو أن الموقف القطري، الذي تجلّى بوضوح في كلمات المجلة، لم يكن موقفًا عابرًا أو ظرفيًا، بل أصبح نهجًا ثابتًا في السياسة الخارجية القطرية. فكما دعمت قطر الفدائيين الفلسطينيين إعلاميًا وثقافيًا في ستينيات القرن الماضي، تواصل اليوم دعمها السياسي والإنساني للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الأوضاع الكارثية التي تعيشها غزة والضفة الغربية.
قطر، منذ استقلالها وحتى اليوم، بقيت من الدول القليلة التي لم تتخلّ عن القضية الفلسطينية، بل عززت دعمها عبر المشاريع التنموية، والمبادرات السياسية، والمساعدات الإنسانية، فضلًا عن الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية.
الدوحة: منصة عربية للقيم والمبادئ
منذ انطلاقتها، لم تكن مجلة “الدوحة” مجرد نشرة ثقافية، بل منصة عربية تحمل قيم الانتماء والكرامة. وما خصصته للفلسطينيين في عددها الأول يؤكد أن الإعلام القطري لعب دورًا مهمًا في تكريس الوعي بالقضية الفلسطينية وتوثيق نضالها.
ختامًا، فإن ما يثير الإعجاب حقًا هو أن ما بدأ بكلمات صادقة في صفحات أولى لمجلة ثقافية، استمر ليصبح سياسة دولة بأكملها. قطر اليوم، كما بالأمس، ترفع راية فلسطين، وتثبت أن المواقف المشرفة لا ترتبط بالظروف، بل بالمبادئ الراسخة.
للاطلاع على العدد الأول من مجلة “الدوحة”،والجميل بالأمر ممكن زيارة الأرشيف الالكتروني للمجلة
ورحم الله الأجداد الذين غرسوا المجد بأيديهم وسقوه بالتضحيات وحفظ الله من حملوا الأمانه من بعدهم الأحفاد يصونون العهدويرفعون الراية بعزٍ وسداد .