قطر.. الدولة الصغيرة التي أوقفت حربًا كبرى: كيف صنعت الدوحة السلام في الكونغو وأنقذت مستقبل إفريقيا- عيد المرزوقي

مقدمة ::

في عالمٍ تعجز فيه القوى الكبرى عن إيقاف الحروب، ويعجز فيه مجلس الأمن عن فرض السلم، وتنهار فيه المنظمات الإفريقية أمام أزمات القارة… تقف دولة صغيرة بحجم قطر لتفعل ما عجز عنه الجميع:
إنهاء حرب دموية في الكونغو، حرب كانت تهدد ليس دولة واحدة، بل استقرار إفريقيا كلها.

من قلب الدوحة خرجت مبادرة، وتحركت بعثات، وتكلمت الوساطة القطرية بلغة لا يعرفها ساسة الحرب: لغة السلام الحقيقي، الذي يحفظ الكرامة لكل طرف وينهي الصراع لا بالمؤامرة بل بالحلول العادلة.

الإنجاز القطري: كيف فعلتها الدوحة؟

في الكونغو، أنهت قطر حربًا أهلية وانفصالية كان يُتوقع لها أن تحرق كل وسط إفريقيا، وتعيد القارة إلى دوامة الدم والفوضى.

قادت اتفاقًا فريدًا، عبر سنوات من العمل السري والدبلوماسية الصبورة، بين أطراف لم تكن لتجلس يومًا واحدة على طاولة واحدة.

أوقفت نزيف الدم، فتحت الباب للمصالحة، وأغلقت أخطر بوابة لتصدير الحروب إلى دول الجوار.

لماذا هذا الإنجاز أعظم مما يبدو؟

لأن كل حرب تُوقفها قطر اليوم تمنع ألف حرب غدًا في القارة.

الكونغو ليست مجرد دولة، بل بوابة لثلاث قارات من الأزمات: تهريب، صراعات حدود، صراعات قبلية، تدخل دولي، صراع معادن، صراع مياه.

بإطفاء فتيل هذه الحرب، ساعدت قطر إفريقيا كلها على النجاة من خطر كارثي كان سيستمر لعقود.

قطر: الدولة الصغيرة التي تحمي الكبار

ما حدث ليس صدفة… قطر فعلت هذا من قبل:

في أفغانستان… أطلقت سراح الرهائن، أنقذت النساء، أعادت الدبلوماسية للعالم.

في السودان… حاولت وأوقفت نزيفًا قبل أن يعاوده الآخرون.

في اليمن… حاولت يوم فرّ الجميع.

في كل أزمة، كانت قطر قوة سلام عندما كانت القوى الكبرى قوة فوضى.

لماذا تستحق قطر وأميرها جائزة نوبل للسلام؟

لأنها أنقذت ملايين الأرواح في الحاضر والمستقبل.

لأنها أثبتت أن الوسيط النزيه أقوى من جيش الجرائم.

لأنها أعادت تعريف معنى الدولة الصغيرة في عالمٍ يحتقر الصغار.

لأنها تعلّم الأمم المتحدة والعالم كيف تُصنع السلام لا عبر البنادق ولا عبر المصالح، بل عبر فهم الإنسان.

لأنها تحمي مصالح العالم من الخراب بصمت، دون ادعاء قوة أو استعمار

الدوحة عاصمة السلام في هذا الزمن:

في هذا الزمن، الأمم المتحدة يجب أن تحتفل رسميًا بقطر، ليس من باب المجاملة، بل من باب العدالة.
هذا بلد يصنع ما لم تصنعه الدول الكبرى.
هذا أمير، يستحق أن يدخل سجل نوبل لا بجملة واحدة بل بصفحات من الأفعال.
هذا شعب، علّم العالم أن صِغَر المساحة لا يعني صِغَر الدور.

رسالة إلى العالم:

قطر اليوم تحمي استقرار إفريقيا، تحمي أوروبا، تحمي أمن الخليج، تحمي السلم العالمي بصمت الكبار. لتحقيق عالم أقل عنفا
من الدوحة… لا من نيويورك، خرج السلام الحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى