من يكسب الحرب الإعلامية يكسب المعركة – ناصر بن راشد النعيمي

من يكسب الحرب الإعلامية يكسب المعركة، والإعلام فن ودهاء لا يفهمه الدهماء، فلنركز إذن على الإعلام بعيدا عن الأمور الأخرى في ملف حصار قطر محاولين الإختصار قدر الإمكان وبقدر ما يلقي الضوء على ما يجري في ساحة الحرب الإعلامية الهجومية من طرف دول الحصار والدفاعية من طرف قطر .
أول خطأين إعلاميين قاتلين إرتكبتها دول الحصار في (تبريرها) لقطع العلاقات والحصار وتوجيه إنذار نهائي وتقديمها ١٣ شرطا خلال عشرة أيام لتقبلها دولة قطر أو الغزو هما :-
-التسلل لوكالة الأنباء القطرية
-الكذب الذي لا يقبله عقل والذي بثته تلك الدول على الوكالة على أساس أن تصريح لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله.
أين الأخطاء هنا؟
-لم يعتقدوا أو حتى يعرفوا أنه بالإمكان التحقق إذا ما حدث تسلل أم لا، الأمر الذي تم الكشف عنه لاحقا بالإثباتات والأدلّه.
-مضمون ما نشروه على أساس أنه تصريح لسمو الأمير، لايمكن أن يصدّقه رجال السياسة والسلطة في الدول المتقدمة لأنه يناقض الواقع والطبيعة.
-الحملة الإعلامية الشعواء والمنسقة بين وسائل إعلام دول الحصار والمساندة لها والذباب الإلكتروني بينت للعالم أنّ ما يجري كان خطّة مبيّتة متكاملة الأطراف.
نعم حدثت صدمة للشارع القطري والخليجي في البداية والتي يبدو أن الخطة الإعلامية موجهة تجاهها فقط،خاصة أن الإمارات قد مهّدت ولعدة سنوات قبل ذلك وبعد حصول قطر على حق إقامة مباريات كأس العالم ٢٠٢٢ على أرضها، بنشاط إعلامي معادي لقطر في وسائل الإعلام الغربية، ولذلك إعتقد مخططي الإعلام في دول الحصار أن الإعلام الغربي جاهزاً لتبني قصتهم، وأن التركيز يجب أن يكون على المتلقي القطري ثم الخليجي .
هنا كان دور قناة الجزيرة التي برع المخطط القطري في استشراف المستقبل وضرورة ايجاد وسيلة إعلامية دولية منافسة على مستوى العالم ذيمصداقية عالية، لتكون أولا صوتا عربيا يوصل قضايا المنطقة إلى العالم وكذلك خطّاً دفاعيا يوصل صوت قطر كي لا يتم ابتلاعها بصمت،لذلك نجد أن إغلاق قناة الجزيرة كان من أهم شروط دول الحصار.
إشتدت حملة الشائعات والمقالات والبلبلة الموجهة للشارع القطري، ولكن يبدو أنه كان هناك استعدادا قطريا لمثل هذا الحدث فلقد تعاملت الحكومة القطرية في هذا الجانب بكل هدوء وامتصت الصدمة،غفل مخططي الإعلام المعادي عن تكوين المجتمع القطري المفتوح على بعضه، الواعي بما يدور حوله والذي اتجه لمعرفة مايجري من وسائل الإعلام الرسمية، طبعا من ما استفز المجتمع القطري الرسائل الإعلامية الإستفزازية في وسائل إعلام دول الحصار ومنها المس بشخصية الأمير وعائلته، ذلك أمر إنقلب وانعكس ضد تلك الدول وتحول إلى تحدّي لكل مواطن ومواطنة، إنها الكرامة على المحك إنه أمير البلاد، والذي أدى إلى تلاحم أسطورة تحدثت عنها وسائل الإعلام الدولية وحتى الرئيس الأمريكي نفسه والذي وقف ضد قطر في البداية أشار إلى شعب قطر ومحبته وتلاحمه مع سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله .
هنا نستطيع القول أن الحرب الإعلامية على قطر قد تم حسمها على ساحة قطر ومنيت دول الحصار بهزيمة نكراء أفقدتها صوابها، وبدأت ترتكب الأخطاء في حق نفسها، فنجدها تصدر قوانين (عدم التعاطف ) ونجدها تفتح المعتقلات لمواطنيها ومنهم الشيخ سلمان العودة لأنه فقط دعا بالتوفيق بعد مكالمة بين سمو الأمير وولي عهد السعودية،وصل حالهم مع الإعلام كما يقال حيص بيص، لدرجة أن بن سلمان إرتكب حماقة قد تكلفه كرسي الملك عدا ثروة بلاده واستقلالها وسيادتها عندما ارتكب جريمة قتل في قنصلية بلاده في تركيا، جريمة على ساحة دولية، يغطيها الإعلام العالمي،ولعله أُريد له أن يفعل ذلك.
الآن ماهو وضع إعلام دول الحصار، حقيقة نستطيع القول أنه يزيد الطين بلّه،وكما أشرت سابقا مخططي إعلام دول الحصار لا يفقهوا في فن الإعلام شيئا مجرد تجار شنطة،أما رسائلهم الإعلامية فهي تزوير حقائق موجه للسذّج والرعاع، هياط وقذف وسب الأعراض وجميع أنواع السفه مما أدى لتعاطف شامل ليس فقط على مستوى الشارع الخليجي بل العربي والإسلامي وحتى العالمي والذي نرى نتائجه على أرض الواقع ليس فقط في الجانب الإعلامي بل السياسي والإقتصادي والعسكري،كيف يمكن أن ينتصر إعلام يخطط له سعود القحطاني أو تركي آل الشيخ؟ كيف يمكن أن تكون رسائله محترمة إذا كان المزروعي أحد أركانه؟ كيف يمكن يحس به العربي في اليمن أو المغرب أو فلسطين إذا كان ضاحي خلفان بروفيسوره؟؟

من هم الكتاب الذين يمكن أن يكون لهم وزن على الساحة العربية في وسائل إعلام دول الحصار؟ الراشد؟ أو سلمان الدوسري؟؟ ماذا يوجد في كتاباتهم من جديد يعكس الواقع بلا تزوير؟؟ لاشئ التفاف على الحقائق وتزويرها،جرائدهم تستخدم سفرة في مطاعم المندي، ماهو الجديد في مقال الدوسري الأخير ؟ لاشيء ! القاريء الواعي يستنتج أنهم وصلوا إلى حائط مسدود فإنعكس ذلك على إعلامهم، لدرجة أنهم يستعينون بالوزراء ليكونوا كومبارس عبدالله بن زايد يطلق هاشتاقات مثل الإمارات تحب السعودية و خالد بن أحمد تحول إلى طبال عند صبيان آل سعود متناسيا لتاريخ عائلته الكريمة ضاربا به عرض الحائط، مرّة يلقنه القول قرقاش ومرة مدير مكتب الجبير ، نحن هنا أمام تاريخ يسجل الأحداث، وكنا نتمنى أن يرتفع خالد بن أحمد عن مستوى التشبيح في تويتر حسب التوجيه له مرّة من شرق ومرة من غرب،البحرين وعائلتها الحاكمة مهما حدثت من أمور مضت يظلون جزأً من تاريخنا المشترك ولا نحمل لهم إلاّ كل الود والمحبّة ليس للبحرين فقط بل لسائر بلدان الخليج وعائلاتها الحاكمة، وكما قال صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله أنه لو مشوا بإتجاهنا خطوة مشيت لهم أميال، وأننا نسعى للحوار، هنا نجد قائد مسؤول .
لم يعد لديهم أية ورقة عدا الردح في الإعلام مابين الإستمرار في الشتم والسب والقذف في تويتر ومابين كتاتيبهم في صحفهم الصفراء وما بين تجار الشنطة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى