إنتصار لا حصار – عيد الفضلي

تحاصر الدول والمدن حصاراً إقتصادياً وسياسياً فتسقط هذه الدول وتستسلم، ولكن لحصار ٥ يونيو ٢٠١٧ مذاقُ آخر، إذ قام أهل قطر أميراً وشعباً بتحويل ذلك الحصار إلى إنتصار كبير حققوا من خلاله إنجازاً يتلو إنجاز.
من ينظر إلى قطر هذا اليوم فقد حققت نمواً إقتصادياً ومن هذا النمو تطوير قطر في عدة مجالات إذ افتتحوا مشروع خزّانات المياه وافتتحوا الطرق ومنها محور صباح الأحمد وكذلك الشارع المُكيّف ووضعوا الشوارع المطليّة بألوانٍ مختلفة كي يُخفضوا حرارة الجو، وافتتحوا الاستادات الرياضية ومحطات الكهرباء التي تغذي الملاعب والمنطقة المحيطة بها وأخيراً وليس آخراً أعلنوا عن شعار كأس العالم 2022 .

هذه الانجازات التي حصلت هي غيضُ من فيضُ إذ لدى ( مطوعين الصعايب ) الكثير من الإنجازات تحت التنفيذ وعلى وشك الإعلان عنها فبنظرةٍ بسيطة إلى الدول التي حاصرت قطر تجد أوضاعها الأمنية والإقتصادية والسياسية تشهد تراجعاً في كافة المستويات، فتجد المظاهرات التي كسرت حاجز الخوف في مصر والتي دعا إليها المقاول : محمد علي ، أمّا الأشقاء في المملكة فضرب الحوثي منشآتٍ نفطية حيوية وقد تسببت الضربة الأخيرة بإيقاف نصف الإنتاج النفطي السعودي ، أما الامارات العربية المتحدة دعمت المجلس الانتقالي الانفصالي ضد الشرعية التي قالوا بأنهم يحاربون من أجل إرساءها، مما جعل أصوات يمنية كثيرة تنادي بطرد القوات الاماراتية من التحالف وشهدنا أخيراً إيقاف جميع الرحلات في مطار دبي بسبب ما يشتبه بأنه نشاط لطائرة مسيّرة ، ومن مبدأ عودة الأمور إلى نصابها فقد قامت المملكة الأردنية الهاشمية بعودة العلاقات الدبلوماسية كاملة بين الأشقاء في الأردن وقطر وتم تبادل واعتماد السفراء بين البلدين وذلك للكياسة في السياسة القطرية إذ وقفت الدوحة كعادتها مع أشقاءها في الأردن وقدمت عشرة آلاف وظيفة ونصف مليار دولار كمساعدة للأردن في محنته الإقتصادية وهاهما الشقيقان الأردني والقطري يضعان يديهما مع بعض لمواجهة ما يدور حوّل الأمة العربية من مؤامرات كصفقة القرن التي تريد سلب فلسطين والقدس الشريف من أمة العرب.
فطوبى لقطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد الذي يجوب العالم في المحافل الدولية ليُبرز مكانة قطر عالمياً وكذلك يلاحظ المراقب للوضع الداخلي العمل الدؤوب والمميز لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وما يثلج الصدر وقفة الشعب القطري ( كعبة المضيوم ) وقفة رجلٍ واحد للذود والدفاع عن وطنه بكافة المجالات ، إذاً بعد ٢٨ شهراً من الحصار ها هي قطر تسمو بروح الأوفياء وتعلو من إنجار إلى إنجاز مقدمةً درساً كبير إلى العالم إذ حولت صدمة الحصار الجائر إلى إنتصارٍ واضح في الاعتماد على النفس والامكانيات وتفعيل دور المواطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى