في الصميم .. مبارك الخيارين – الجارالله ، بين أبواق الباطل وخفافيش الظلام

لم تعد مقالات أحمد الجارالله تفاجأنا ، فقد كنا ومازلنا نجد فيها المتناقضات وأنصاف الحقائق حيناً ، والكذب والتدليس حيناً آخر وخاصة في قضايا بلادنا التي كان الى وقت قريب أحد الأبواق المسخرة ضد قطر ومواقفها وقيادتها ..

غير ان الجارالله وجرياً على عادته ، راح في مقاله الأخير والمنشور أمس في جريدته ( السياسة ) الكويتية يقلب في أوراق قديمة فيكتب تحت عنوان : ” الأمير تميم بن حمد… تأبى الرِّماح إذا اجتمعن تكسُّراً ” مقالا يعيد فيه عقارب الساعة الى الوراء ويحاول ان يذكر متابعيه بالاتصال الهاتفي الذي تم بين سمو الأمير المفدى وولي عهد السعودية قبل عامين ..

والغريب ان الجارالله ساوى بين الجلاد والضحية وبين المعتدي ومن تعرض للعدوان والأذى فيقول : ” ان الخليج كان على موعد مع ثلاث قامات شابة بدأت تتحمل مسؤولية الحكم في ثلاث دول مهمة، وهم الشيخ تميم بن حمد، الذي ترتاح إليه الناس، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دولة الإمارات العربية المتحدة، عضيد الشيخ محمد بن راشد، والأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية هذه الدولة الكبيرة وشبه القارة جغرافيا، ولدى الثلاثة رؤى حديثة إلى مستقبل بلدانهم، والمنظومة ككل، ما جعلهم يمثلون قيماً مضافة إلى قادة الحكمة في المنطقة””.

ونحن في الوقت الذي نتفق فيه مع ما ذهب اليه المقال من تأكيد على دور أمير الانسانية سمو الشيخ صباح الأحمد الله يطول بعمره والذي جعل من حل الأزمة همه اليومي، وشغله الشاغل ، الا اننا نسجل اكثر من اعتراض على منطق الجارالله وعلى كشف الحساب المزيف الذي تضمنه مقاله لحصيلة السنوات الثلاث الماضية.

فهو يدعي انه ” حين بدأت يومذاك تتسع هوة التباعد بين الأخوة راح المرتزقة يتسللون من بين تلك الشقوق… مرتزقة من الداخل والخارج، عرب وغير عرب، لا يهمهم إلا الارتزاق من آلام الناس ” ، وهذا الكلام يخفي وراءه أجندات مكشوفة تفضح الجارالله ومن هم على شاكلته في قضايا عديدة ومن بينها عملية قتل خاشقجي .

فهو يرمي تهمه الباطلة هنا وهناك ويتحدث عن تلفيق أخبار مضللة، أو محاولات إثارة الفتن، ووسائل إعلام تعتاش على الأزمات في كل مكان ناسياً أو متناسياً ان الباطل الذي اعتاد ان يروج له هو الفتنة بعينها.

فهو يدعي ان بعض وسائل الاعلام والجهات التي تحركها، استغلت مسألة خاشقجي لتجعل من الأكاذيب حولها أسطورة لا يصدقها عاقل، مستندة في ذلك إلى مبدأ أن كل الأسلحة مباحة في الحرب، ويتحدث عن الدور المتهالك لمجلس التعاون وغيرها ، وأقول لك بانني ومعي المنصفين والعقلاء من أبناء البيت الخليجي الواحد لم نعد نؤمن بمجلس التعاون الخليجي ، بل بالمصالح المشتركة بين الدول. أما مزاعمك عن قتل خاشقجي رحمه الله فلا أحد ينكر بشاعة الاغتيال وطريقته ، وهذا موضوع تناولته جميع وسائل الاعلام العالمية، وأنت كنت بامتياز أحد معاول هدم مجلس التعاون بتبجحك وادعاءتك الباطلة والمتكررة على قطر واتهامها بالارهاب ..بل اننا كنا نرى فيك ” البوق الملعلع ” الذي وقف ضد قطر واصطف مع دول الحصار ، لكنك خبت وخاب مسعاك .

وأخيراً أقول لرئيس تحرير جريدة ” السياسة ” الكويتية الذي سخّر قلمه القذر ولسانه الزفر للتهجم على قطر وعلى رموزها وعلى أميرنا ( تميم المجد ) : انك كتبت بان من راهن على الشيخ تميم بن حمد هو من كسب” وأقول لك انا من لديه بعد نظر وفراسة ، يميز الجواد الأصيل من ” الكديش ” ، ولانك لا تعرف الا البغال راهنت عليها وخاب مسعاك وخابوا معك ..

وليكن في علمك أيها المرتزق الأجير : اننا في قطر لن ننسى مواقفك وقلمك ولسانك القذر الذي سخرته للهجوم على بلادنا ورموزها ، ولاننسى مطالبتك لبلادنا من منابر دول الحصار لتفيذ مطالبهم الثلاثة عشره وتوعدك بلادنا ان لم تطبقها . ولن ننسى أيضاً اتهامك لبلادنا بالارهاب من تلك المنابر القذرة التي تشبهك..

عاشت قطر وشعبها ، وعاش تميم المجد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى