في الصميم ..مبارك الخيارين – الجندي التركي وجندي بشار !

شاهدت مقطعين مختلفين ، الأول لأحد جنود النظام السوري وكان يصب البنزين على كلب مربوط قبل ان يقوم بحرقه ، والكلب يعوي ويحترق حتى مات وسط ضحكات مجموعة من جنود نظام الأسد . وهنا تذكرت العديد من الأحاديث النبوية التي تدعو وتحث على الرفق بالحيوان والإمتناع عن تعذيبه ..

ومنها عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا رأى كلباً يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له فأدخله الجنة.

وكذلك ما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار.

وفي المقطع الآخر شاهدت ضابطاً تركياً يتأثر وهو يرى مجموعة من الأطفال الحفاة في برد شتاء ادلب، واخذ يبكي بحرقة وهو يقول : هل تعرفون من هؤلاء ، هؤلاء هم عيوبنا سيسألنا الله عنهم ويحاسبنا . هؤلاء من أتوا الى أدلب أنظروا أقدامهم ، أقدامهم عارية وهم هنا . لم يجدوا مكاناً يقيمون فيه” .

هذا التناقض الصارخ بين المشهدين أثار في نفسي الألم اذ كيف وصل بالبعض ان يتنكر لأبسط تعاليم ديننا الاسلامي التي تتحدث عن أهمية الرفق بالحيوان ورحمته، وعدم احتجازه وتجويعه وقتله بالطريقة البشعة التي تعامل معها أحد شبيحة بشار ..

بينما نرى في الجانب الآخر موقفاً انسانياً ينتمي لبلد مسلم وقف معنا عندما حاصرنا الغادرون ، وهذا البلد وهو تركيا الذي يحتضن ويأوي أكبر عدد من اللاجئين في العالم وعددهم 4 ملايين لاجئ، بينهم أكثر من 3.5 مليون من سوريا.

ان هذه المقارنة بين مشهدين أحدهما يمثل الوحشية والقسوة والآخر الرحمة والشفقة تلخص صورة النظام السوري الحالي والذي يواجه شعبه بالبطش والتنكيل دون ان يدرك حقيقة ان مواطنيه وأهله انتفضوا ضد الظلم والقهر وطلبا للحرية والديمقراطية، إلا أن الأسد استخدم القوة العسكرية والأمنية لقمع كل من نادى بالحرية والكرامة وحقوق الإنسان، وقام بكل ما يمكنه للحفاظ على كرسيه غير مكترث ببلده ولا بشعبه.

ان صورة الجندي الذي أثار غضب المولى سبحانه بقتل الكلب وحرقه ما هي الا تجسيد لحال المأساة التي حلت بهذا البلد ويتحملها الأسد ونظامه بعد كل هذه السنوات من الدمار على كل شبر من الأرض السورية،

حتى تحولت سوريا بسبب جرائم النظام إلى دولة كرتونية ضعيفة يتحكم فيها الشرق والغرب !

فأين هم من حديث نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام : الراحمون يرحمهم الرحمن ” .. وهل يتعظوا ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى