تحاول الإمارات بشكل أو بآخر ان تتشبه بالدول الكبيرة ، وتريد لنفسها دوراً أكبر من حجمها حتى اذا توهمت يوماً انها قريبة الملامح من الصهيونية العالمية !
ليس لدى الإمارات ما يجعلها بمستوى هذا الدور ، أو هذه المكانة حتى اذا حاولت انت تسيطر كما سيطرت اسرائيل. ولكن ماهي الأدوات التي تجعلها تحلم بامتلاك هذا الدور وهي التي مازالت حتى أصغر بست سنوات من أحد أنديتنا الرياضية الشهيرة وهو نادي الريان الذي يتفوق عليها عمراً وتجربة .
أعود لأقول ان الإمارات مازالت تحلم بان تكون ” اسرائيل أخرى في منطقة الخليج والشرق الأوسط ، ونسيت أو تناست ان اسرائيل ورغم اختلافنا معها على أمور كثيرة تعمل بفكر وهدف عمقه مئات السنين وتسيطر على اللوبي الامريكي ومفاصل أوروبا .
فهذا تيودور هرتزل ، مؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة صحفي يهودي نمساوي مجري، لم يتحدث العبرية في حياته ولم يتعلمها ولم يزر فلسطين، ولكنه مع ذلك المؤسس الحقيقي للدولة الصهيونية في فلسطين . ورأس المنظمة الصهيونية العالمية التي انبثقت عن المؤتمر حتى وفاته عام 1904.
وهناك عائلة روتشيلد عائلة يهودية المانية غنية جدا لدرجة انها تقرض الأموال والذهب مما يجعل لها هيمنة على تلك الدول وسياساتها وقراراتها .
فهل بامكان الإمارات ان تقدم نموذجاً مقارباً من هذا العمق وهم عبارة عن دويلة يحكمها ” مراهقو سياسة ” ، لايملكوا سوى العتيبة سفيرهم في أمريكا وعجزت حتى عن تحرير جزرها الثلاثة المحتلة من ايران !
ان الامارات تحاول ان تشتري توني بلير وموظفي الأمم المتحدة حتى تستفيد من المعلومات التي لديهم ، انها وبلا حياء تستثمر وتشتري مواقف مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا. كما قالت مجلة أميركية فضحت العلاقة الوطيدة التي تربط أبوظبي بغسان سلامة.
بل ان سياستها الخارجية تتركز على شراء الذمم والضمائر، لتثبيت مكانتها في المناطق التي تريد تعزيز نفوذها فيها . وأمامنا اكثر من دليل من بينها ما يحصل في ليبيا، فبعد ما حصل مع المبعوث الأممي الأسبق برناردينو ليون، ها هو نفس السيناريو يتكرر مع المبعوث الحاليّ غسان سلامة، وذلك بهدف السكوت عن جرائمها هناك، وجرائم حليفه الأبرز خليفة حفتر.
هي التي تعودت ان تصنع الفوضى وتحاول أن تظهر بثوب الملتزم في عيون المجتمع الدولي تجاه ملفات عديدة ، بل ان التوسع في الاطماع جعلت المراقبين يتساءلون عما إذا كانت الإمارات عازِمة على “السعي وراء نفوذٍ إقليمي”.
لاشيء لديها غير التآمر والتدخل العبثي في شؤون البلدان الأخرى ، وفي اطار سياستها لتنفيذ مخططاتها، تهاجم بشكل دائم القوى والشخصيات الوطنية في اكثر من مكان ومن بينها اليمن ، وتقوم بعملية تفريخ جنرالات الحرب كما فعلت من قبل في ليبيا ومصر.
وأخيراً أقول ان الإمارات الواهمة بالصهيونية والتشبه بمعالمها تبدو أضعف وأصغر من ان تضطلع بهذا الدور .وينطبق عليها قول الشاعر :
إن الـزرازيـر لما قـام قـائمها
توهمت أنها صارت شواهينا