” ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم ” .. حكاية تركيا مع حلف الناتو شائكة ومتداخلة ذلك ان تركيا بثباتها ومواقفها الرصينة لم تستفد أبداً من الحلف ولن تكن يوماً منهم ..
كما ان الناتو لم يقف مع تركيا في اي موقف بل حتى الاتحاد الأوروبي رفض انضمام تركيا اليه تحت حجج وذرائع واهية، وقالها بكل صدق بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني : انه لايجب ان تكون تركيا المسلمة في الاتحاد الأوروبي بل عليها الذهاب الى محيطها المسلم ” .. وكان هذا الموقف المنحاز في عهد توركت اوزال وقبل ان يكون حزب العدالة والتنمية في الحكم..
هم في الناتو الآن يستفيدون من تركيا كموقع استراتيجي وتوجد قوات لهم في قاعدة انجرليك ويعرفون ان قوة تركيا العسكرية قوة لهم في وقت احتياجهم لها لكنهم لن يكونوا الا ضد تركيا، والدليل فرنسا الآن وقبلها في عهد ساركوزي عندما اثارت قضية الأرمن المزعومة في البرلمان الفرنسي ودعم امريكا لفتح الله غولن في انقلابه الفاشل في تركيا ورفضها بيع الباتريوت الى تركيا وهي شريك في حلف النيتو.
لقد ظلت تركيا تعاني من المواقف العدائية التي تسعى لاقصائها من حلف الناتو ، فبعض الأوروبيين ظلوا يخططون لهذه الخطوة ويقدمون لها الدعم رغم انها
غير واقعية.فهم يزعمون ان العملية العسكرية التركية في العام الماضي وحملت اسم “نبع السلام” في شمال سوريا أثرت على العلاقات مع حلف الناتو ، وتعالت الدعوات المنادية لإقصاء تركيا من الحلف.
لكن نسوا او تناسوا ان العملية العسكرية في شمال سوريا حققت نجاحا كبيرا لتركيا مكنها من منع قيام دولة كردية ، الى جانب نجاح العملية في ابعاد الميليشيات الكردية، ووحدات حماية الشعب الإرهابية عن الحدود السورية التركية.
لقد رددت بعض دول الناتو الكثير من الافتراءات والمزاعم حول أبعاد نجاح هذه العملية اذ يدعون ان هذه العملية العسكرية ساعدت تركيا على تحقيق أهدافها الأمنية السياسية وشخصياً لا أرى في ذلك اي مشكلة حيث ان من حق كل دولة ان تحمي مصالحها ومصالح شعبها وترابها الوطني.
وقد كشّرت بعض دول الناتو عن أنيابها في الحديث عن العملية التي زعموا انها تشكل تضاربا في المصالح مع غالبية بلدان الناتو ، وراحوا يدعون زوراً وبهتاناً ان التدخل العسكري سهل هروب مقاتلين تابعين لتنظيم “داعش” وتقوية المنافس الأكبر للناتو وهو روسيا.
ان مواقف الناتو وانتهازية بعض بلدانه تدفعه للزعم الباطل بان تركيا لم تعد نموذجاً للدولة المسلمة الديمقراطية، بل ويمارسون التحريض وحث واشنطن على التخلي عن أوهامها بأن تركيا لا تزال دولة “حليفة” تستحق عضويتها في حلف الناتو.
بل ان هذه التناقضات دفعتهم لنسج الكثير من القصص والمزاعم التي تسيء للتجربة التركية الراقية كدولة عصرية حققت الكثير من النهضة والحياة الحرة الكريمة لشعبها . وبعض دوائر الناتو واعلامه يرون النقيض من هذا النجاح من خلال الادعاء بوجود تقارير من المنظمات الدولية، كمنظمة العفو الدولية، تتحدث عن انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في تركيا، بسبب قمع مزعوم أوجدته أجنداتهم للمعارضة والأكراد والصحافيين والنشطاء السياسيين المدافعين عن حقوق الإنسان، وأتباع فتح الله غولن الذي قام بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة قبل أربع سنوات.
ان النموذج التركي الذي تقدمه قيادة الرئيس أردوغان عضيد أميرنا تميم المجد تغيظ أعداء الشعوب وأعداء الحرية ويكفينا فخرا ان هذا النموذج المشرق يخرس الحاقدين والأبواق المأجورة التي تتغاضى عما يجري في بلدانها وتحاول ان ترمي تهمة الديكتاتورية على القيادة التركية الحكيمة التي أثبتت مناصرتها للدين والحق والفضيلة أينما وجدت .