تم تطبيع الخزي والعار بين الإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني بدون أي مكاسب عربية ، بل على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته وقضية العرب والمسلمين المركزية بعد الاعتراف الامريكي باحتلال العدو القدس ونقل السفارة الامريكية لها وبعد توسيع وبناء المستوطنات على انقاض منازل اشقائنا الفلسطينين التى هدمت ..
كما ان هذه التطبيع المشين حصل بعد ان نقض نتنياهو اتفاق اوسلو مع السلطة الفلسطينية وبعد اعتراف امريكا باحتلال الجولان ، وكان اعتراف امريكا بالقدس والجولان انها اراضٍ اسرائيلية مخالفاً لقرارات مجلس الامن والأمم المتحده . لقد تغاضت الإمارات والبحرين عن كل هذه الاعتداءات بشكل يومي على اشقائنا الفلسطينيين واراضيهم ومقدساتهم وارواحهم التي تزهق يوميا باعدامات يومية ميدانية وعلى الحواجز !
والحقيقة انهم يعلمون بل يساعدون اليهود بشراء الاراضي في القدس باسم الخائن دحلان وبيعها على اليهود ، وقبلهم قامت مصر والاردن بالتطبيع وكان لهم مبرراتهم رغم اختلافي معهم ، لانها دول حدود وكانت أقل مبررات مصر والاردن انها هناك مكاسب لهم من تطبيعهم مع العدو من استعادة اراضٍ محتله و تخفيف التوترات العسكرية التي كانت من وجهة نظرهم تستنزفهم مادياً.
وكان هناك مكاتب تجارية في عمان والمغرب وموريتانيا وقطر وكان المكتب التجاري في قطر بالتوافق مع السلطة الفلسطينية لمساعدة اخوتنا في فلسطين وكسر حصار غزة وعندما تم الاعتداء على غزة تم اقفال المكتب وطرد الملحق التجاري الاسرائيلي من الدوحة ولكن هنا نتساءل: ماهي مكتسبات الإمارات او البحرين من اسرائيل التي لاتربطهم اي حدود معهم ؟
ان اتفاقية العار هذه تمثل خروجاً على مبادرة السلام العربية التي اتفق عليها في قمة بيروت سنة 2002 والغريب في الأمر انهم جيّشوا اعلامهم ضد قطر على انها فتحت مكتباً تجارياً بل وحتى بعد اقفاله ويطلقون على قطر اسم ” قطرائيل ” في نفس الوقت الذي هم يتعلمون العبرية التي هنأ بها شعبهم اسرائيل ..
والآن يتهمون قطر بالتطبيع السري ، لينطبق عليهم ما يقال: ” ان العاهرة تود ان يكون الجميع بعهرها ” !
ولله الحمد ان بلادي قطعت عليهم الطريق واصدرت بياناً أمس الأحد العشرين من هذا الشهر اكدت فيه ان لاتطبيع مع العدو قبل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وجميع حقوق الشعب الفلسطيني .
وما يثير انتباهي هو انه حتى ولو طبعت بعض الدول سياسياً مع العدو ، فان الشعوب لازالت ترفض التطبيع الا الامارات التي كان تطبيعهم احتفالية رسمية وشعبية واعلامية ورفع الاعلام الاسرائيلية والغناء لهم ونعتهم بالاشقاء الاسرائيليين من جميع شرائح المجتمع ووصفهم بالعدو الفلسطيني !!!
نقول لهم التاريخ لا يكذب ، ولايزوّر وان أفعال قطر وثقلها يكفي لوضعكم في حجمكم الطبيعي حتى ولو احتفلتم بنشوة التصالح مع الغاصب المحتل.