حب الوطن والتضحية من أجله ، شيء يولد مع الانسان المتصالح مع نفسه بالفطرة ، والولاء للقيادة احساس ومشاعر يدركها ويستشعر قيمتها المواطن المحب لوطنه وقيادته ..ويتكون الولاء تدريجياً من البيت الى الحي والمدينة حتى يصل لدرجة الولاء الأكبر والايمان بالله والوطن والأمير..
تلك هي الثوابت التي لايمكن ان نحيد عنها أو نفرط بها ولا يمكن ان تزحزحها أي مصلحة شخصية. ويجب ان نعلم ان صفة العدل هي للخالق وحده سبحانه وهو العادل في مقاديره وأحكامه ، لكن العدل البشري نسبي.
ويجب ان نؤمن اننا بشر فينا الصالح والطالح ، وعلينا ان نعي حقيقة مهمة هي ان القيادة لم ولن تتعمد الحاق الظلم باي من مواطنيها ورعاياها ، وقد يخطئ مسؤول في حق مواطن وقد لا يستطيع المواطن ان يأخذ حقاً في الدنيا وعند حصول مثل هذا الشيء نتذكر ان الوطن لايقدر بثمن ولا يُباع ولا يساوم عليه من اجل مصلحة شخصية ودنيوية أو مجد زائف وزائل لامحالة !
اننا اعتدنا ان نسمع ونقرأ في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي كلاماً يصدر من قلة قليلة ارتضت لنفسها ان تتنكر لفضل وطنها وقيادتها بعد فضل الله ، من خلال بث الشكوى من ” ظلم ” يعتقدون زوراً وبهتاناً انه وقع عليهم ، وهذه القلة باعت نفسها لكل ناعق وحاقد على وطنهم وهم الوجه البشع لتجار الأوطان.
وبقدر القيمة العليا التي يجسدها حب الوطن والتفاني من أجله ، أرى من وجهة تظري ان الانسان في وطنه كالشجرة المغروسة في أعماق الأرض قد يقل عنها الماء او تفسد تربتها وتعالج ، ولكن ان اقتلعت من جذورها فانها بلا شك ستموت ، وهذا هو الوطن أسمى وأغلى وأرفع مما يمكنني التعبير عنه.
ختاماً أقول ، ان رب العالمين سبحانه هو مقسّم الأرزاق ولايمكن ان يتساوى الناس في المعيشة ، وعلى الذي اعتاد ان يبث شكواه وتذمره من ” ظلم ” صنعه لنفسه عليه ان يراجع نفسه ومواقفه ، وهذا الكلام موجه في الواقع لقلة قليلة لاتشكل الا نسبة ضئيلة بين الأوفياء المخلصين لبلادنا وقيادتها الحكيمة والحريصة على رفاهية وازدهار ومستقبل أبنائها ..
كما ان هذا الكلام ليس تنظيراً او تشكيكاً في أحد ، والذين يخطئون في حق انفسهم ويحمّلون الدولة اخطاء تصرفاتهم ومشاريعهم عليهم ان يدركوا قيمة الانتماء لوطنهم .. ونقول لهم : الحمد لله على نعمة الوطن.
عاشت قطر وشعبها وعاش تميم المجد