في الصميم ..تهديدات حسن نصرالله ! – مبارك الخيارين

فصول حادثة الطيونة في بيروت مازالت تتسارع لتنقل الوضع اللبناني من سيء إلى أسوأ ولتدفعه على شفير الهاوية ..
غير انه وسط الكم الهائل من الاحداث والتصريحات والمواقف ، تتوضح صورة المواقف المتناقضة التي اتخذها حزب الله تجاه الاحداث.
وهذا المأزق كشفه خطاب السيد حسن نصر الله ، بما تضمنه من تهديدات وتلويح بالقوة والحرب الى جانب متناقضات عديدة كان بعضها يحمل نزعة طائفية .
فالخطاب تناول الشأن اللبناني الراهن وتطرق الى الوهابية وسعى لان يلبسها ثوب التكفيريين مع انهم يمثلون أغلبية من اهل السنة ، اعتادوا على ان يقدروا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي انكرت البدع في الاسلام وسب الصحابة وامهات المؤمنين.

ثم تناول المسيحيين وحزب الله وبشار وداعش ، مدعياً الدفاع عن مسيحيي سوريا لانهم يدافعون عن بشار، ونقول له ان مسار الاحداث واضح ويؤكد بان حزب الله مازال يلوح بشرارة الحرب ويهدد بـاقتلاع المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، لاتهامه بأنه مُسيّس على حدّ قولك..

ان الذي لا اختلاف عليه ان حزب الله له سوابق بالسلاح في بيروت ، وان اختلاف حزب الله والكتائب كان على النفوذ و لا دخل المسيحين والمسلمين فيه .
أما الحديث عن ” داعش ” ، فانه يلفت الانتباه حقاً اذ ان
داعش مدعومة من الكل ، والكل يتهم فيها الكل ، ونسأل هنا : من هرّب داعش من سجن بيروت الى سوريا ،ومن استعان بهم بالدخول من العراق اليس بشار والمالكي والشيعة ؟
ان حزب الله يدعي بان القوات اللبنانية تمثل اكبر تهديد للبنان ، بينما القوات اللبنانية والكتائب وغيرهم من الاحزاب يعتبرون حزب الله هو اكبر تهديد للبنان.

الكل يعرف بان سلاح حزب الله يمثل تهديدا للسلام في لبنان ، وعلى اللبنانيين ألا ينسوا ان ترسانة هذا السلاح يشكل تهديدا لوجود لبنان وشعبه، بل انه مصدر تهديد مستمر حتى في اشتباكات صيدا التي كان حزب الله طرفاً فيها. فاذا كان نصر الله يعتبر القوات اللبنانية حليفة لدول اقليمية ، فانني اسأله : أليس حزب الله حليفاً لدول اقليمية ، وتحالفاتكم جميعاً في لبنان انما هي تحالفات سياسية من اجل الكراسي فلا تدخل الدين والمذهب في اكاذيبكم جميعاً .

ثم تحدث نصر الله معتبراً الدولة هي الضمان ، ونقول له لو كانت كذلك فهل ستسمح للجيش بالسيطرة على كل السلاح في لبنان بما فيها سلاح حزب الله أم ان ما تدعيه هو مجرد كلام للاستهلاك الاعلامي ؟
واذا كان حزب الكتائب يسعى لدولة اقليمية، فهل الضاحية الجنوبية تتبع لقرارت الدولة أم هي دولة داخل دولة ؟ وأيضاً ، عندما تقارن القوى بين حزب الله والكتائب و 100 الف مقاتل فهل هذا ليس بتهديد بحرب اهلية وهل ان اصدار الاوامر لهم بقولك ” اقعدوا عاقلين وتأدبوا ” ليس بتهديد لشريحة لبنانية كبيرة ؟

اما كيل التهم للجيش اللبناني والادعاء بانه قام بفتح النار عليهم، فانه يتناقض مع الحقائق التي تقول بان حزبه لا يمتثل لقرارات الجيش ، وانه يمارس التشكيك في القضاء المحلي وتكذيب القضاء الدولي ليكون هو الخصم والحكم ، واستغفر الله وهل هناك آية في الذكر الحكيم نصها ” الشهداء مريم واخوانها احياء عند ربهم يرزقون كما تقول ” ؟
لاننكر ان قتلهم خطأ كبير ، اما نيل الشهادة فعلمها عند الله لانهم لم يستشهدوا دفاعاً عن ارض او عرض او دين، والا لماذا دخلت المظاهرات الى عين الرمانة التي تضم شرائح طائفية وغير ذلك من التساؤلات التي لابد ان نتوقف عندها ونضع النقاط على حروف الحقيقة قبل ان تضيع وسط دخان الخطاب الطائفي والتحريضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى