يعتبر الكثيرون ان التقدم البطئ لروسيا في اوكرانيا قد يكون نتاج ضعف او فشل ، لكن ما أراه شخصياً ما هو الا تقدم مدروس في الطريق لأخذ موطئ في كل مدينة واحتلالها وعمل موقع دفاعي فيها استعداد لمرحلة اخرى وهكذا .. انها عملية نار وحركة تعبوية مدروسة بخطط نيران عملياتية واستراتيجية بهدف عزل وحصار واحتلال مدن متتالية واعادة تنظيم وتجميع قوات في كل مدينه يتم احتلالها بأقل عدد ممكن من الخسائر، لان الاستراتيجية الروسية ليست احتلالاً كاملاً لاوكرانيا الى الأبد وانما تحقيق هدف سياسي وليس عسكري فقط بطريقة الاجتياح ، ولذلك نرى البطئ في العمليات ..
والمتتبع لموجز العمليات اليومية يسمع دائماً من المتحدث العسكري الروسي انه يقول ان قواتهم تحقق الاهداف المخطط لها ، وانا شخصياً ارى فيها انه تقدم صحيح ومدروس بعناية لأن روسيا تنظر للشعب الاوكراني على انه امتداد تاريخي لشعب روسيا ولا تقوم بعملية الاجتياح الانتقامي مثل ماقامت به امريكا في فيتنام وافغانستان والعراق ، عندما اجتاحت هذه البلدان بكثافة نيران رهيبة تحرق بها الاخضر واليابس قبل تقدم قواتها. وبرغم الاشارات والملاحظات التي صدرت سواء من “البنتاغون” او اطراف متعددة في حلف الناتو والتي تعتقد في مجملها، أن روسيا لم تحقق أهدافها الاستراتيجية التي حددتها للحرب على أوكرانيا..
الا ان روسيا تؤكد نقيض هذا الرأي من خلال تصريحات من مسؤولين عسكريين وقادة في جبهة التماس ، بل ان بوتين نفسه أكد : اننا نعرف ما يجب علينا أن نفعله وكيف وبأي تكلفة. وسنحقق كل خططنا بشكل تام”. وأن الجنود، الذين يقاتلون في أوكرانيا، يبرزون وحدة روسيا وهم جنباً إلى جنب، يساعدون بعضهم البعض، ويدعمون بعضهم البعض، وعند الحاجة .
وهكذا تتقاطع الارادات وتتباين المواقف ويبقى ميدان المواجهة هو الحاسم بعد شهر من القتال الذي سينتهي باتفاق سياسي بورقة التمسك بالارض من قبل الجيش الروسي ، وسوف يعطي موسكو الخطوة المتقدمه لاخذ زمام المبادرة السياسية والحصول على ضمانات بعدم استخدام الاراضي الاوكرانية كوكر لهجوم متقدم على روسيا !