بداية أستطيع القول ان فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني فحسب ، بل هي قضية كل عربي ومسلم ولكن لا يتحمل تبعاتها الا الشعب الفلسطيني ولاجيال طويلة..!
فقد عاش الشعب الفلسطيني التهجير من عام 1948 ولا زال ، بل ان شريحة منهم وهم مهجرو 48 قالوا لهم: انسوا العودة، وهذا الشعب سواء مهجري عام 48 أو 67 كلهم يعيشون نفس المعاناة في الشتات العربي ..
فمن كان منهم سعيد الحظ هاجر الى أوروبا وأمريكا واستقر اجتماعياً وحياتياً، ولكن من اختار الهجرة الى بلدان عربية فهو في غربة من وقت تهجير جده وحتى الآن والدور قادم الى أولاده وأحفاده حتى تحرير فلسطين..
فقد أصبح لزاماً عليه العيش في أسوأ الظروف والأحوال ، ومنهم من تهجر الى دول الطوق مثل الاردن ولبنان وسوريا ومصر ، يسكنون من ذلك الوقت حتى الآن في مخيمات ، ولايسمح لهم حتى ببناء سقوف تأويهم وتحمي منازلهم ، او حتى حفر مجاري للصرف الصحي..
وهذا الوضع عاشة الجد ويعيشه الأب والابن والأحفاد الموجودون والقادمون، ومن كان منهم اكثر حظاً نسبياً فقد تمكن من نيل فرصة الهجرة الى دول الخليج العربي ولكن لن يسمح للفلسطيني ان يحمل جواز سفر للتنقل او السفر الا من خلال وثيقة تصدر من بعض دول الطوق، وبعض هذه الدول تستفيد منهم كرسوم التجديد وغيره بدون تقديم اي خدمات مقابل هذه الوثيقة والتي نادرا ماتدخله الدول الا بشق الانفس والاستثناء وغيره..
والأغرب من ذلك ان القيادات الفلسطينية باتوا يتاجرون بهم وليس هناك أحد من هذه القيادات من لايملك الكثير من الأموال والعقارات ، بل والجوازات التي ينعم بها هو وأفراد اسرته ..أما السواد الاعظم من هذا الشعب المسكين فانه مازال يعيش العازة والفقر وشظف العيش ..
اضرب لكم مثالاً بسيطاً من معاناته ، من توفر له العمل في دول الخليج لن يتوفر له الاستقرار الاجتماعي مثل المسكن ولا الرخاء المعيشي لانه ببساطة لايملك حق التملك ، ولا حتى الضمان التقاعدي او الضمان الصحي بل يعيش براتبه يستاجر به منزلاً ويصرف منه ويعلم اولاده ..
والأدهى والأمرّ من ذلك ان منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية تستقطع من راتبه نسبة 5 بالمائة كمجهود دعم للقضية بدون ان تقدم له اي شيء مقابل ماياخذون منه ..
وعندما يكبر ويتقدم في السن يتم ايقافه عن العمل ويبقى بلا ضمان تقاعدي أو صحي ولا حتى بيت ملك له يأويه ، ويستمر ابنه بالعمل اذا وجد له عمل ويصرف الصالح منهم على والديه واولاده ، وهكذا تستمر دوامة المعاناة من الجد للأب والابن وكلهم بدون اي ضمانات..
بل ان الكل في الدول العربية من مشرقها الى مغربها ينبزه بانه فلسطيني ويعيش طول عمره مهدداً بالترحيل من هذه الدولة أو تلك لابسط مخالفة ، ويظل كما قلت سابقاً ، يعاني من عدم وجود استقرار نفسي أو اجتماعي ولا حتى صحي ، أو أي شيء مما ينعم به سائر البشر ..
ان كل هذا الحرمان سببه لانه فلسطيني ، بلاده محتلة وأسرته مهجّرة وأمله مفقود بالعودة وقضيته يتاجر بها سياسيو بلاده والساسة العرب سواء متاجرة مادية او سياسية.. ولو كنت فلسطينياً لاخترت الجنسية الاسرائيلية وعشت حياتي باستقرار وحرية تنقل ، شاء من شاء وأبى من أبى ومن يتهم حملة الجنسية الاسرائيليه بالخيانة فهو اكبر الخونة لانه اعتاد ان يعتاش على بقاء القضية بدون حل !
والسؤال الذي يطرح نفسه : الى متى يعاني هذا الشعب الفلسطيني العربي، ولماذا يقبل العرب شعوباً وقيادات
ان تحمل وزر وذنب ما يحصل له من تنكيل وعذاب وضياع ؟
والأهم لماذا لا تتحرك الجامعة العربية والقادة العرب لتبني قرار مصيري يخفف معاناة هذا الشعب المسكين الذي مازال يعيش هول النكبة وتبعاتها؟