” غزة” من صناعة الخيزران الى صناعة الأسلحة والطائرات المسيرة – أحمد القوبري

تعودنا أن نسمع عن منتجات مدينة “نابلس” من الزيتون والرمان والخوخ والمشمش وايضاً منتجات مدينة “الخليل” من ألذ أصناف العنب والتين ، وكذلك محاصيل “رام الله” من التفاح و”يافا” التي تشتهر بالبرتقال اليوسفي السكري و”حيفا” باللوز و”عكا” بصيد السمك و”اريحا” بإنتاج التمور ومدينة “جنين” التي تُعرف بالبطيخ و”طولكرم” بالزعتر ومنتجات “قلقيلية” من الجوافة اللذيذة ، كما تعودنا أن نسمع عن زراعة النعناع والورد في كل منزل في مدينة “القدس” زهرة المدائن .

في حين أن المدينة الساحلية “غزة” أرض الصمود المشهورة بحرفة صناعة الخيزران قد تحولت على حين غِرَّة في السنوات الأخيرة الى صناعة الأسلحة والطائرات المسيرة والشراعية ، ونجحت في المنتج الوطني الجديد عالي الجودة المسمى (قذائف الياسين 105) والتي تم تسميتها تيمناً بالشيخ الحمساوي الشهيد احمد ياسين مؤسس حركة حماس ، وايضاً من المنتجات الغزاوية (صاروخ عياش 250) بعيد المدى والذي تم تسميته على الشهيد يحيى عياش ، وكذلك الطائرة المسيرة (الزواري) والتي تم تسميتها على المهندس التونسي محمد الزواري ، أضف إلى ذلك الطائرة المسيرة (إس إم) والذي يرمز الحرف الأول نسبة إلى أسم “صدام حسين” والحرف الثاني يرمز الى أسم الضابط العراقي الذي عمل مع المهندس الزواري على مشروع صناعة الطائرات ، بالإضافة إلى (قذائف التاندوم) وبعض الأسلحة محلية الصنع والمطورة وغيرها الكثير ، لقد أضحى تصنيع السلاح ضرورة مُلحّة للقيام بواجب الدفاع المشروع عن الشعب والأرض والمقدسات ، والقوة لا تُقابلها إلا القوة ، والمؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف .

(قذائف الياسين) الغزاوية “الطازجة” المخلوطة بالزعتر والمدهونه بزيت الزيتون المقروء عليه استطاعت أن تهزم دبابات “الميركافا” المتغطرسة التي تُقدّر تكلفتها حوالي 7 مليون دولار وتمكنت من أن تدمرها وتسحلها سحلاً ، (الياسين) التي تم طرحها مؤخراً لأول مرة في عملية (طوفان الأقصى) صنعتها الأيادي الضاربة لرجال المقاومة الأبطال في كتائب القسام في مناطق خاليه من السكان وفي ظروف صعبة “تحت الانفاق” ، هذه القذائف المُعاد تدويرها والمحمولة على الكتف ، جعلت من الجيش الذي لا يُقهر بوضع متزعزع ومضطرب وذليل رغم التفاوت في موازين القوة بين الطرفين ، وقد أذاقت المُحّتل الغاصب جرعات الموت والهلاك ونجحت في تحطيم (جنون العظمة) لدى أسطورة جيش الدفاع الاسرائيلي .

“كتائب القسام” أستطاعوا تصنيع هذه الأسلحة التي تدمر الدبابات والمدرعات والجرافات والآليات وهم تحت الحصار الشديد “بري وبحري وجوي” ، فكيف لو كانت هذه الكتائب في بحبوحة من الحرية والرخاء ، لعل وعسى حينها أن تدخل في صناعة الغواصات والصواريخ الباليستية ، ربما يقول قائل إنني قد بالغت في التطلعات والأحلام .. ربما ولكن (قذائف الياسين) كانت ايضاً مجرد حلم قبل عقدين ونيف من الزمن وأصبحت الآن واقع حِسِّي وحقيقة ملموسة ، أضف إلى ذلك أن قوة (العزيمة والإرادة) هي التي تحقق الأحلام وتصنع المعجزات كما قال الدكتور محمد مرسى رحمه الله (أننا إذا أردنا أن نمتلك إرادتنا ، فعلينا أن ننتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا)
هذا العدو الذي لا يستطيع ان يحاسبة قانون دولي ولا يوقفه ضمير إنساني ، لن يرتدع إلا باللجوء إلى منتجات (الياسين) المبروكة ، ولن يتوقف عن القتل والارهاب سوى بأستخدام قوة (العياش) الميمونة ، هذه الأسلحة التي كُتب عليها بكل فخر (صُنع في غزة) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى