1- إنّك إن كنتَ ذا أسنان قويّة فعليك أن تحرّكها وتطحن بها وتقطع، وكذا تكون قيمة أسنان السيف في ميدانه المُستحَقّ، وليس في التزيُّن به والتفاخر به في الاستعراض والابتزاز به، كما أن جدواه تكون في استعماله في وقته الواجب، وإلا كان غنيمةً باردة بيد عدوّك، أو خردةً جميلة في عينك.
2- وللنصرة مرتبتان في نوازل المعارك: مرتبة الأولوية ومرتبة الاهتمام؛ وتحت الأولويات درجاتٌ منها، وتحت الاهتمامات درجاتٌ منها كذلك.
3- فأعلى درجات الأولوية هو في مشاركة الاشتباك والتحام المُسايفة بقوةٍ مُكتفِيةٍ؛ وتالي درجات الأولوية هو في تمكين المقاتل في الميدان بمددٍ متصل وذخيرة حاضرة وإسناد مباشرٍ حاملٍ؛ ثم تنفتح الدرجات على كل وجوه استفراغ الوسع، وبذل أقصى الطاقة في الممكن المستطاع بين يديك فعلاً وعملاً؛ ولو كان ثمة مقالة أو دعاء في الأولويات فإنها قرينة المساندة واللقاء لا تنفصل عنها.
4- وأعلى درجات الاهتمام يكون إذا كنتَ مستنزفاً في أولوياتك الجغرافيّة الوطنية العامّة التي لا يسعك الانصراف عنها بكلّيّتك، واهتمامك هنا يعني أن تصدّر القضيّة إلى أعلى الجدول في تخطيطك لتستدرك ما فاتكَ، وتدرجها على رؤوس برامجك، وتستأنف العمل بما انقطع منك في سالف الوقت، وتجعلها في المرتبة التالية لأولوياتك الذاتية والمحلّية متدانية معها بحيث لا يكون ثمة فعلٌ تقوم به في أولوياتك إلا كان لأهل الثغر فيها حضور مؤثّر ليتبارك عملك.
5- والمنافسة تكون في الأولويات ثم الاهتمامات، وغير ذلك تضامنٌ يُشكَر عليه الغرباء، ويلام فيه الأقربون، وقد يُذمّون.