لم يعد خافياً على الكثير من المراقبين ان السعودية تمر بحالة ضعف أمام الإمارات في العديد من القضايا ومن بين آخرها وأهمها عدم صدور أي تعليق من الجانب السعودي على أحداث عدن..
فهي لم تعلق على اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتياً في اليمن سيطرته على القصر الرئاسي في عدن، وهو ما يمثل انقلابا على الحكومة المعترف بها دوليا.
ولكي نربط الأحداث ببعضها ربطاً محكماً نقول اننا حذرنا السعودية في بداية حرب اليمن من خيانة الإمارات لاننا كنا وما زلنا نعرف المسلك التآمري لحكام الامارات ونزعتهم في التدخل بالشؤون الداخلية للعديد من دول المنطقة . بل كلنا يتذكر كيف انهم سعوا عام 2016 لدعم بن بريك وعملوا له قوات بأمرتهم وبدأوا يعزفون على نغمة الانفصال عن اليمن..
بل ان ضاحي خلفان كان يلمح الى ان أحمد ابن علي عبدالله صالح، والذي كان يقود قوات الحرس الجمهوري في عهد والده قبل أن تطيح به ثورة 11 فبراير، فيصبح سفيراً لبلاده في الامارات – هو اكثر من يصلح لقيادة اليمن في المرحلة المقبلة .
ومع تسارع وتيرة الأحداث في اليمن واحتلال القوات التابعة للامارات قصر المعاشيق أصبح كل شيء واضحاً اذ ان الامارات تتمادى في تسلطها ، وبعد ان كانت تمنع الرئيس عبد ربه من النزول في مطار عدن ، بات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا المسيطر على مقاليد الأمور بعد انقلاب مكتمل نفذه على الحكومة الشرعية في عدن.
أين السعودية من هذا الذي يجري ، ولماذا تصر أبو ظبي على ممارسة الاختفاء والظهور التي تمارسها منذ شهور الحصار ؟ بل ان أي مراقب للأحداث يدرك بوضوح إستراتيجية الخبث والدهاء التي تمارسها أبوظبي والتي تقوم على أساس تحويل الأنظار عن السعودية والتصرف بشكل منفرد في العديد من القضايا .
في الأمس القريب كان هناك هاشتاق #السعودية تكتشف خيانة الامارات، والذي ضجت فيه مواقع التواصل بالرفض والاستنكار لموقف أبو ظبي عقب زيارة وفد عسكري إماراتي رفيع لطهران.
فقد رصد الجميع تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي مع زيارة قائد خفر السواحل الإماراتي لطهران من أجل التنسيق بين قادة خفر السواحل في الدولتين لأول مرة منذ ست سنوات ، الأمر الذي اعتبره سعوديون خيانة إماراتية لحليفتها السعودية معبرين عن خيبة أملهم في الإماراتيين.وبهذا المسلك التآمري الخبيث ، تسعى أبوظبي لتثبيت مكانتها عبر المكائد والتآمر والنصائح المدمرة وطعن الأخ في ظهره، وما جرى في عدن خلال الساعات الأخيرة يؤكد بان السكوت المريب للسعودية يخفي وراءه الكثير من التساؤلات وربما المفاجآت التي سيأتي وقتها ان عاجلاً أم آجلاً .