الولايات المتحدة الأمريكية ترسل المزيد من القوات الى السعودية ، وكانت في أقل من شهرين قد أرسلت قوات متواجدة الآن في قاعدة الأمير سلطان .. والحقيقة ان القوات الأمريكية في السعودية تواجدت من عهد الملك عبدالعزيز وبكثرة، وفي العهود السابقة للملوك السعودين السابقين كان تواجد القوات الأجنبية هو مجرد ان تدفع السعودية لهم مقابل حمايتها من عدة أعداء افتراضيين تخلقها تلك الدول التي كان تأخذ المقابل من السعودية وعلى رأسها أمريكا وبعدها باكستان .
وطوال تاريخ السعودية وهي تحت الحماية الأجنبية، وعند اشتداد اي ازمة لم يكن لهذه القوات المتواجدة في السعودية اي مهمة قتالية بل كانت تسوق أسلحتها في السعودية . والحقيقة ليس بالاسلحة فقط بل بالبنية التحتية السعودية من امدادات وتجهيز بل وحتى منشآت عمرانية وتوزع على تلك الدول غنائم منها .
والثابت والمعروف الذي يلمسه أي مراقب ان أمريكا عليها الاستيلاء على أموال القوات البرية والجوية والدفاع الجوي وتشاركها ” في الفتات ” باكستان بفكرة تنظيم وتدريب القوات المسلحة ..بينما تستولي بريطانيا على قسم من القوات الجوية والبحرية وتستولي النمسا على ميزانية وزارة الداخلية والحرس الوطني والأمراء الذين يعينون على رأس هذه الوزرات ، وكل منهم يستولي على وزارته وأموالها وكأنها ملك شخصي له وبعلم الملك نفسه لأن تعيين الأمير على رأس وزارة هو عبارة عن مكافأة له وان يكون المتصرف في أموال تلك الوزارة ..
وعندما ادعى ولي عهد السعودية بتشجيع من الأمريكان بانه سيحسم المعركة خلال اسبوعين لعلمه ان القوات الأجنبية هي من سيحسمها له ، وجعلوا المعركة تطول حتى يستمرون في بيع المزيد من الاسلحة وجعل مصانعهم تعمل وعمالهم يجدون الوظائف مقابل الخسارة تلو الأخرى للمواطن السعودي ورزقه ووظيفته في الانتظار لحسم المعركة التي امتدت من اسبوعين الى خمس سنوات ..
وحتى الآن مازال الاعلام السعودي مستمراً في إستغفال شعبه وبث روح القبلية والعنصرية وزيادة التخلف في الاحتفالات الحربية والتهديدات الفارغة بانهم سيفعلون ويتركون وغيرها ، وهم لاشيء مجرد هياط وأشعار وطبول واشياء فارغة ، بينما تمضي قوات الحوثي – وهي مجرد قوات قبيلة واحدة – تهدد وتقصف قصور ملكهم ومنشآت بلادهم الاستراتيجية . بل وتعدت عليهم ايران باقتحامها مياههم الاقليمية وعمل المناورات العسكرية الإستفزازية لهم ولم يستطيعوا ان يحركوا ساكناً ، لا هم ولا عرضاتهم ، وكل ما استطاعوا عمله هو تقديم شكوى لمجلس الأمن الذي لم يرد على شكواهم. والمصيبة هنا ان يأتيك السعودي ليقول لنا: انتم محتلون من قبل الأتراك ؟ وأقول لهم ببساطة اذا كان بلدي قد وقع طلب حماية من تركيا عندما هددتها اربع دول مجاورة ، فماذا تسمون أنتم هذا التواجد بالكم الهائل من القوات الأجنبية في بلدكم ؟
ان السعودية التي حاول ولي عهدها ان يبيع الأوهام لشعبه بالحديث عن الإقتدار والقوة العسكرية أعادت القوات الأمريكية اليها بعد ستة عشر عاما من مغادرتها، وها هي تعود من جديد للتمركز على الأراضي السعودية، في ظل أجواء توتر متصاعد بين واشنطن وإيران في منطقة الخليج. وبغض النظر عن المبررات التي ساقتها السعودية لاستقدام هذه القوات وادعائها بانها جاءت لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها حسب قولها فان الواضح هو أن عودة القوات الأمريكية للسعودية مجددا، هي محاولة لإظهار أن العلاقة بين الرياض وواشنطن، ماتزال علاقة قوية واستراتيجية، وأن السعودية ترى في واشنطن، الضامن لأمن وحماية المنطقة ..
ولهذا نقول لها ان الحديث عن وجود تعاون عسكري وأمني مع الأشقاء في تركيا انما تم في ظل وجود اتفاق قانوني وشرعي فرضه غدر وكيد دول الحصار بنا ، وتلك هي الحقيقة التي عليكم الإعتراف بها !