في الصميم .. مبارك الخيارين- ثامر السبهان وقاسم سليماني وجهان لعملة واحدة

لم ولن أكون متفقاً يوماً مع أفعال قاسم سليماني ، ولكن لايجوز القتل خارج شرعية القانون الدولي ..وما قامت به أمريكا من عمل في قتل سليماني بهذه الطريقة البلطجية لا مسمى له الا اسم ارهاب الدول ، وماقامت به أمريكا من ارهاب لايقل عن ارهاب اسرائيل واي عمل مشابه ، وكان أمريكا تدين نفسها فيه .

ان الإرهاب هو الإرهاب سواء ان كان إرهاب دولة او إرهاب جماعات او افراد . وانا شخصياً ضد الأعمال الذي قام بها سليماني في العراق وسوريا اليمن ولبنان ، وضد عمل الدولة بالخفاء ومهما كان وبالذات اذا قام بتسليح وتدريب واغتيالات وماشبه من اعمال مشينة.

وفي المقابل لم تكن السعودية بريئة ونزيهة من تلك الاعمال المشينة، وهي تكلف ثامر السبهان بأعمال مشابهة لاعمال سليماني ، اذ كان السبهان يجتمع مع الاكراد والقبائل في سوريا والعراق ولبنان لتحريضهم على الارهاب والتمرد على سلطات الدول ، بل ويعدهم بأوطان مستقلة مثل الأكراد..

ليس هذا فقط بل ان السبهان كان لايخجل من التعاون مع اسرائيل والامارات في ذلك وحث العشائر في سوريا على تقسيم مؤتمر التحالف السوري ودعم النظام السوري ضد الثورة، واللعب على الحبلين ، الثوار ونظام الاسد ودعم القيادات التي تأخذ تعليماتها من السعودية مدعومة بالمال ، وارتكب الاعمال نفسها في لبنان.

بل والأدهى من ذلك ان السبهان وبعض أركان النظام السعودي لم يكتفوا بهذه الأعمال المشينة وانما اعتادوا على مهاجمة المقاومين للاحتلال الاسرائيلي ومنهم حماس والجهاد الاسلامي ونسوا وتناسوا ان إن هذه التصريحات كثيراً ما كانت تعطي غطاء لجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وهي مخالفة لكل المبادئ والقيم العربية والإسلامية الأصيلة وتمثل تحريضاً سافراً على المقاومة المشروعة ضد الاحتلال والتي تبرأ منها المسؤولون في السعودية بسبب هرولتهم الدائمة نحو التطبيع .

لقد قامت الولايات المتحدة رسمياً بوضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات “الإرهابية” الأجنبية، وهي الخطوة التي تمس سليماني بالمقام الأول ، لكنها سكتت وتغاضت عما فعله ويفعله السبهان

في العديد من دول المنطقة ومن بينها لبنان وسوريا والعراق وقيامه بدور المحرّض الشرير في العديد من القضايا وانكشاف عمالته لأمريكا واسرائيل !

كلنا يعرف ان السبهان وبعد مهمته في لبنان، تم تعيينه كأول سفير للسعودية لدى العراق منذ أكثر من 25 عاماً.

لكن بعد قضائه تسعة أشهر فقط في ذلك المنصب، طالبت حكومة العراق باستبداله بعدما أثار ضجةً، لزعمه أن الحكومة رفضت توفير حماية أفضل له في مواجهة ما ادعى أنها خطط لميليشيات شيعية تدعمها إيران لاغتياله وهو اتهام مضحك يكشف النية المبيّتة لديه لتحقيق الأهداف التي جاء من أجلها.

وقد رضخت السعودية للأمر ونجحت الضغوط في طرده من العراق ليتم تعيينه وزيرا لشؤون الخليج العربي وهو المنصب الذي لم يلجمه في الكثير من المواقف والأحداث الراهنة . وقد اعتاد ان يستخدم تويتر كمنصةٍ لإلقاء تصريحات المملكة الطائشة المعادية لإيران، كما كان له دور كبير في استقالة الحريري وفي التحريض على تأجيج المظاهرات في العراق خدمة لأجندات مشبوهة تبتغي منها بلاده اللعب على الورقة الطائفية وتأجيج الشارع العراقي ضد ايران.

كما لاننسى التأجيج الذي كان يمارسه لمنظمة PKK الكردية ضد تركيا ، الى جانب تحريضه الدائم لاسرائيل لفرض أجندة مشبوهة من بينها استقلال اقليم كردستان وانفصاله عن العراق !

اننا لانخشى قول الحق حتى مع تقديرنا للوقفة المشرّفة التي وقفتها معنا ايران بوجه حلف الفجار ، ونرى باختصار ان القواسم المشتركة بين أفعال السبهان وسليماني لم تمنعنا من قول الحقيقة في هذه الأجواء المضطربة التي كانت فيها قطر محط الأنظار بدبلومسيتها الهادئة ومواقفها الحكيمة بينما يسكت دعاة الشر والغدر.

عاشت قطر وشعبها ، وعاش تميم المجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى