بدأت دول الغرب منذ مدة طويلة باتباع التطرف الديني وبالذات ضد الاسلام ، نختلف ونتفق معهم سياسياً وعقائدياً ولكن لم يصادف ان حقّرنا دينهم، بل اتبعنا قول الحق سبحانه : ” لكم دينكم ولي دين ” ، وهم عكسنا تماما يتحينون اي فرصة للاساءة لديننا ورسولنا صلى عليه وسلم ولعاداتنا الاسلامية وشريعتنا السمحاء.
ولو بحثنا لوجدنا تطرفهم ضد ديننا من عشرات السنين بل وحتى تحريض الديانات الاخرى ولا يتحججون بحرية الرأي الا على الاسلام فيحاولون التسامح مع الزنوج وتبرئتهم لليهود على أساس انهم لم يصلبوا المسيح خلافاً لكتبهم المزعومة وهم احرار في ذلك ويتسامحون مع جميع الديانات الأخرى بل وحتى مع اللوطيين والسحاقيات الذي يخالفون الطبيعة ..
لكننا مع ذلك لم نسلك منهج التطرف ضدهم لمواجهة أفعالهم المشينة مثل حرق القرآن والمساجد بل وحتى التطاول على الرسول وهم كل يوم يغذون شعور الكراهية ضد الاسلام ، ووصلت هذه الوقاحة لاعضاء برلماناتهم ورؤسائهم وسوف يستمرون ، وما داموا اختاروا هذا النهج فيجب ان نتخذ قرارات وعلى اعلى المستويات ونخيرهم اما الاحترام المتبادل وعدم التسامح بالاساءة لديننا وبقرارات دولية ملزمة او نعلن العداء لهم مثلما اعلنوا العداء لنا ، واحدة بواحدة والباديء أظلم !
ولو قلبنا صفحات التاريخ لوجدنا ان هناك العديد من الفترات المظلمة التي تحولت فيها الكنيسة الى رأس الحربة في معاداة الاسلام والاساءة الى سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . ففي اثناء فترة النفوذ الاسلامي في اسبانيا بدأت الكنيسة هناك بكتابات تصور شخص الرسول صلى الله عليه وسلم – وحاشاه ان يكون ذلك – بانه مسكون بالشيطان وانه ضد المسيح وانتشرت هذه الأفكار في عموم أوروبا وكان لها دور كبير في اتحاد صفوف القوات الأوروبية اثناء الحملات الصليبية .
ومن أبرز من كتب كتابات مسيئة الى شخص الرسول في هذه الفترة هو مارتن لوثر . وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام ٢٠٠١ بدأت موجة جديدة ومنظمة للاساءة الى شخص نبي البشرية ، في حين بدأ الانتقاد المسيحي لشخصية الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام قبل القرون الوسطى .
أما حوادث الاساءة الى مقدساتنا وقرآننا المجيد فقد تجاوزت حدودها قديماً وحديثاً . فبين الحين والآخر نسمع العديد من الحوادث التي يقوم بها أشخاص مارقون في هذا البلد الأوروبي أو ذاك . ويكفي انني أتوقف عند حادثة واحدة حصلت في النرويج في العام الماضي على يد مجموعة من أفراد جماعة يمينية متطرفة تسمى “أوقفوا أسلمة النرويج” بتنظيم مظاهرة حاولوا خلالها حرق نسخة من المصحف.
وقد أثار هذا الفعل المشين مشاعر المسلمين فأعلنت الخارجية الباكستانية استدعاء سفير النرويج لدى إسلام أباد، للتعبير عن القلق العميق للشعب والحكومة، على خلفية واقعة حرق نسخة من القرآن من قبل نرويجي جنوب بلاده.
وقد انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر نرويجيا يقوم بحرق نسخة من القرآن خلال تجمع معاد للإسلام، بمدينة كريستيانساند (جنوبا)، قبل أن يقوم شاب بالقفز فوق سياج، وركله ليسقطه أرضا. واكدت باكستان يومها اننا تكرر إدانتها لهذا العمل، وقالت أن مثل هذه التصرفات تؤذي مشاعر 1.3 مليار مسلم حول العالم.
كما اعتاد زعيم حزب “النهج المتشدّد” الدنماركي اليميني المتطرّف مواصلة نهجه الخبيث والمعروف باستفزازاته للمسلمين، سواء بخطبه المشينة او اساءاته الفاضحة لديننا وكتابنا المجيد وغيرهم الكثير !!
هذه هي أفعالهم ، وذلك هو قبحهم ونحن لم ولن نفرط بديننا ومقدساتنا وبحبنا لنبينا والتزامنا بنهجه ، ولن نسامح كل خبيث تمادى في الاساءة لحرمة الاسلام وتعاليمه وسوف نستغني عن كل صناعتهم مقابل عدم تصدير منتوجاتنا لهم . ويكفينا ان ” من ترك لله شيئا عوضه الله خيراً منه ” .
” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون ” . صدق الله العظيم .