في الصميم .. ندين الإرهاب .. ولكن لا تنسوا شرارة الفتنة الأولى – مبارك الخيارين

ندين ونستكر جميع أعمال الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله وندين التطرف الديني والعنصري في اي مكان ، لكن سياسات الدول وبعض قيادتها تجعل من بلادها تربة خصبة للارهاب بتصرفهم العنصري ومايدعون بحرية الرأي !
ويجب ان تفرق الدول بين حرية الرأي ووقاحة التعبير ونصرب مثالاً لما حصل في فرنسا مؤخراً . نعم ندين بشاعة قتل المدرس الفرنسي صمويل باتي، لكن شرارة الفتنة قد ظهرت كونه عرض رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام على بعض تلاميذه.
ولهذا كان اظهار الرسوم الكاريكاتورية اساءة لرسول المسلمين وسيد المرسلين ، مما ادعى لقتله بتصرف ارهابي فردي. ولم يكن ماكرون موفقاً في معالجة القضية اي انه ” رش الملح على الجرح” عندما تطاول هو الآخر على رسولنا الكريم ، وكان قبلها قد صرح بان الاسلام في أزمة وجرح مشاعر مليار ونصف مسلم فكان هو الذي بدأ وأوقد الشرارة الأولى .
وبطريقة الفعل ورد الفعل ، جاء العمل الارهابي امس في كنيسة نوتردام في نيس جنوب فرنسا ، ونرجع ونكرر ان العنف لايولد الا العنف سواء عنف حرية الرأي والتعبير الوقح والإرهاب الفردي ، وخلق تربة خصبة لمجانين الفكر او اصحاب السوابق الاجرامية لياخذوا وقاحة الحكومة الفرنسية حجة لاعمالهم التخريبية او الارهابية.

ولهذا يجب عدم معالجة الخطأ بالخطأ، بل يجب احترام جميع الأديان وان يكون هناك خط أحمر للدين الاسلامي مثلما وضعوا خطاً أحمر لمعاداة السامية التي لاتتجرأ حرية رأيهم او حرية تعبيريهم عليها ، ويجب على فرنسا بشكل خاص والغرب عموماً التوقف عن الاساءة للاسلام والمغلف بحرية الرأي ، مثلما يحرصون على التعامل بحذر مع ذكرى ” الهولوكوست”، التي راح ضحيتها ستة ملايين يهودي قضَوا في الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين والمتعاونين معهم حسب اعتقادهم.

ان التعاليم السمحاء لديننا واضحة وضوح الشمس ولم تكن في أزمة كما يدعي ماكرون ، الذي يطالب بقيم الحرية ، فهذه الحرية يجب ان لاتوّلد المزيد من العنف
لاننا في الوقت الذي ندين الإرهاب أيّا كان شكله ومصدره ، فاننا يجب ايضاً ان نبحث عن الذي وفر له البيئة الخصبة كالهجوم الذي حصل في نيس واستهدف كنيسة نوتردام .
ومهما حاول البعض ايهام الآخرين بان الاسلام يدعو الى العنف والإرهاب وفقدان الأمن والاطمئنان ، فاننا نؤكد أخيراً بان ما حصل في نيس وغيرها يؤكد بما لايقبل الشك ان العنف لا يولد إلا العنف، كرد فعل، والشواهد أكثر من أن تحصى !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى