في الصميم .. دخان الأزمة الروسية الى أين ؟ – مبارك الخيارين

لن نحلل ماقبل حرب روسيا على اوكرانيا ، الآن يجب ان نحلل مابعد الحرب لانها قائمة والكل يدلو بدلوه كيف ستنتهي هذه الحرب ؟ والى أين تمضي وما هو السيناريو القادم وغيرها من التساؤلات ؟ بداية دعونا نتوقف قليلاً عند المشهد الحالي وأقول ومن وجهة نظر شخصية وبعيداً عن أسباب الأزمة وتبعاتها بان بوتين وبعد ان قرر خوض الحرب واستنفر سلاحه النووي لن يخرج مهزوماً حتى مع انه يتعرض الآن لخسائر في سير المعركة وهو يعلم انه لو توغل الى كييف واحتل اوكرانيا سوف يخسر اكثر وان انسحب سوف يخسر اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وهو لن يرضخ لذلك بالتأكيد !

نعم ان دخان الاجتياح الروسي لأوكرانيا مازال يرسم صورة قاتمة رغم مرور أسبوع واحد عليه حتى الآن، وهناك من يستبعد أن تضع الحرب أوزارها عما قريب، لأن المواجهة قد تطول أكثر من المتوقع، وربما يصل أمدها إلى شهور وأعوام ، وهو أمر ينذر بحصيلة باهظة من الخسائر، مادياً وبشرياً.

واعتقد ان الغرب مدرك تماماً لما وصل له من قرارات وانهم لو واجهوه عسكرياً فسوف يجرونه الى حرب عالمية ثالثة ويعلمون ان الحرب العالمية الثالثة هي نووية وسوف تدمر كل العالم وان صنّاع القرارات لديهم مصالحهم ودولهم بل وحياتهم لذلك أرى انهم سيحاولون استنزاف بوتين الذي يمضي نحو قراره بضم اوكرانيا الى الاتحاد الروسي ، وان استمروا في استنزافه فلا استبعد ان يتمادى الى مابعد اوكرانيا ولا خيار لهم الان الا بتوقيع اتفاقية ملزمه معه بعدم ضم اوكرانيا الى حلف النيتو.

وسط دخان الأزمة ، يخيم الشبح النووي على الحرب في أوكرانيا بقوة، بعد إعلان بوتين عن حالة تأهب نووي في بلاده في ظل تصاعد الضغوط على موسكو من جانب معظم الدول لإيقاف الحرب في أوكرانيا، وبالتزامن مع مقاومة صلبة من الجيش الأوكراني حالت دون تحقيق روسيا مكاسب على الأرض ما ينذر بحرب استنزاف طويلة الأمد.

الروس وبوتين مازالا يلوحان بالعصا الغليظة ضد كل من يحاول إعاقة عملهم، وخلق تهديدات لهم ، ويؤكدون أن الرد الروسي سيكون فورياً ويؤدي إلى عواقب لم يشهدها التاريخ لانهم ادركوا بان تجرع مرارة الهزيمة لن يكون هيناً على بوتين وهذا هو سر الغموض في المعادلة العسكرية التي ينشغل العالم بها هذه الايام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى