قسماً بمـن رفـع السماء قسماً بمن نشـر الضـياء قطر ستـبـقى حـرة تسمو بـروح الأوفــيـاء سـيروا عـلى نـهـج الألـى سيروا وعـلى ضياء الأنبياء قطر بقــلـبي سـيرة عزّ وأمجـاد الاباء
قطر الرجال الأولــين حماتنا يـوم النــداء
وحمائم يـوم السلام جوارح يــوم الفداء
من حقي كقطري ان أفتخر ببلدي ، فهي الأم والأب والملاذ والبيت ..وهي كما وصفها الشاعر سيرة العز وأمجاد الاباء. وقد اعتدت ان لا أنظر لأي نقص أو خطأ مقصود كان أم غير مقصود هنا وهناك على امتداد مساحة وطني على انه خطيئة، لأن الكمال لله وحده سبحانه والصغير في وطننا نراه قد يكون كبيراً جداً.
وما سأذكره في هذه السطور لا أقصد به التقليل من مكانة أبناء وطني او النيل من حبهم وفخرهم بوطنهم فهذا لاشك فيه ، ولكن أقول اننا في كل مجتمع نجد القليل من الظواهر والحالات غير المحببة التي تخدش ما يعنيه الوطن في قلوب الأوفياء .
ودعوني اتوقف عند بعض الأمثلة التي قد تلامس ما أريد قوله ، حيث يروي لنا التاريخ انه تم القبض على جيفارا في مخبأه بعد ما أبلغ عنه راعي أغنام !! سأل أحدهم الراعي لماذا ابلغت عن رجل قضى حياته في الدفاع عنكم وعن حقوقكم؟
فأجاب الراعي : كانت حروبه مع العدو تخيف أغنامي!! وبعد مقاومة (محمد كريم) في مصر للحملة الفرنسية بقيادة نابليون تم القبض على محمد كريم والحكم عليه بالإعدام إلا أن نابليون أرسل إليه وأحضره وقال له : يؤسفني أن أعدم رجلا دافع عن بلاده بجرأتك ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالا يدافعون عن أوطانهم، لذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضاً عن من قتل من جنودي.
فقال له محمد كريم: ليس معي ما يكفي من المال ولكن لي دين عند التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب، فقال له نابليون سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك فما كان من كريم إلا أن ذهب الى السوق وهو مقيد في أغلال ومحاط بجنود المحتل الفرنسي وكان عنده الأمل فيمن ضحى من أجلهم من أبناء وطنه فلم يستجب تاجر واحد، بل اتهموه أنه كان سبباً في دمار الاسكندرية وسبباً في تدهور الأحوال الاقتصادية.!
فعاد إلى نابليون مستغرباً ومخذولاً فقال له نابليون ليس أمامي إلا اعدامك.. ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا ولكن لأنك دفعت بحياتك مقابل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان.
أعود لأقول جازماً ومتيقناً ان أبناء وطني لاتنطبق عليهم هذه الأمثلة، فهم مشهود لهم بالوفاء لوطنهم وقيادتهم وهم أخوتنا وعزوتنا وبهم وعلى يدهم نبني وطننا ونمضي معاً خلف قيادة حكيمة عاهدناها على السمع والطاعة.
اننا لا ننكر وجود بعض هذه الظواهر التي يرفع أصحابها شعار حب الوطن ، ولكن حتى لو اختلف ظاهر هذه الشعارات وباطنها فاننا في حقيقة الأمر مازلنا نثق بابناء بلادنا ولا نشكك بوطنية أحد ولا نزايد على أحد لانني أنظر دائماً الى النصف الممتلئ من الكأس كما يقولون.
ومن يعرفني ، يعرف كلماتي ويدرك انها ليست رياءً او تطبيلاً ، فقطر عندي أغلى من نفسي وهي الهواء الذي اتنفسه ، وحياتي وكل ما أملك ، وولائي لقيادتي بيعة في رقبتي وانتماء يجري في دمي. عاشت قطر وشعبها وعاش تميم المجد ، وبارك الله في قلوب وضمائر يتمسك أصحابها بروح الانتماء والولاء لوطن هو حقاً أغلى من المال والولد .