في الصميم ..شمّاعة الإرهاب وأعداء الإسلام – مبارك الخيارين

لعبة المصالح هي التي تقود المشهد في عالم اليوم ، وبخاصة تلك التي تتحكم فيها القوى الكبرى بخيوط اللعبة. ولابد لهذه القوى من ” شماعة ” تضع عليها الأعذار الجاهزة في تسويق لعبة الحرب بين هذه الدولة وتلك حتى جاءت شماعة الإرهاب لتخلط الأوراق وتربك المشهد كما يحصل بين روسيا وأوكرانيا حيث يطلق كل منهما على الثاني صفة الارهابي !!

والحقيقة ان الأمر هو خلاف سياسي حدودي استراتيجي، انتقل من حرب سياسية الى اعلامية حتى وصل الى حرب عسكرية بغض النظر عن مواقف كل منهم ، اسرائيل ومن معها تطلق على المقاومين في أرضهم من الفلسطينين صفة إرهابيين ..

كما تطلق الصومال على فصيل حركة الشباب بالارهاب وكذلك طالبان التي كان يطلق عليها ارهابية والان وصلت للحكم وصارت دولة الحركات الثورية بعد وصفها بالارهابية ..

اذا يجب تبقى على نفس التسمية ولا تتعامل معها الدول ويجب ان يطلق على الثوار السوريين إرهابيين لانهم يحاربون النظام ويجب عدم التعامل مع الحكومات في أمريكا اللاتينية الذي وصلوا للحكم بثورات هل كانوا ارهابيين ، كما ان كل الحكومات الاوروبية يجب ان يطلق عليهم ارهابية لانهم وصلوا للحكم بثورات وحتى امريكا يجب ان يصنف نظامها بالارهابي لانهم وصلوا كعصابات أوروبية وحاربوا سكان امريكا الاصليين. وهناك كثير من الدول على نفس الشاكلة لانها لم تصل الى الحكم الا بالاحتلال المسلح و وصلوا لنظامهم الديمقراطي كما يزعمون من خلال ثورات اغلبها مسلحة.

ومن هذا المنطلق نرى ضرورة ان يصنف الإرهاب بالاعتداء على حقوق الغير بهدف السلب والنهب او ارهاب الشعوب حتى من الحكومات القائمة وتقوم بترهيب شعبها بالتعذيب والسجون والاعتقالات وغير ذلك. وشخصياً أرى ان الإرهابي الحقيقي هو من يستولي على مقدرات الشعوب بالقوة والبطش والتنكيل والتخريب خارج دول هذه المجموعة المسلحة بالتفجيرات والاغتيالات وغيرها من أدوات الارهاب.

أما من يدافع ويقاتل عن قضية قومية فهذا من وجهة نظري لايعد ارهابياً. فالاستعمار الغربي في الوطن العربي هو الإرهاب الحقيقي وان ” اخطبوط ” الصهيونية العالمية ومخططاتها هو ” أم الإرهاب ” ويكفي ما فعلوه في الجزائر واليمن ومصر وغيرها من البلدان التي يدفع العديد من أبنائها ثمن وتبعات السياسات الاستعمارية.

ان عنصرية الغرب الآن هي ارهاب بعينه ولهذا تضع الصليب على اعلامهم وحتى أعلام أنديتهم الرياضية ويلصقون صفة الإرهاب بأي رمز ديني اسلامي ، ولعلنا نتذكر كيف ان الرئيس بايدن قال في آخر زيارة لاسرائيل : ليس شرطاً ان تكون يهودياً حتى تصبح صهيونياً فانا صهيوني مسيحي ” !! وختاماً ، أقول ان أصحاب ” سايكس بيكو ” هم الارهابيون الحقيقيون ، اذ لازلنا نرى بعض ساسة الدول المهيمنة عسكرياً واقتصادياً وعالمياً وهم يتاجرون بنضال الشعوب السلمية ومحاولات توظيفها لضرب رموز القوى الوطنية وجر الشعوب والحكومات الى صراعات هامشية مدمرة تؤدي الى مزيد من تقسيم الدويلات الموروثة عن مرحلة الحربين العالميتين » وخاصة عن «مؤامرة اتفاق سايكس بيكو » .

فلسطين تظل قضيتنا ، ولم نقبل بتهميش القضية الفلسطينية وجر الشعوب الى صراعات ثانوية وحروب استنزاف متعددة الاشكال تحت يافطات «طائفية» لان الأقنعة سقطت وبات كل شيء مكشوفاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى