كثيرون سجلوا استهجانهم وادانتهم لقمة مدينة العقبة جنوبي الأردن، التي شارك فيها ممثلو السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي بحضور ممثلين عن مصر والولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية..
وهذا الاستياء ينطلق من كونه انه الاجتماع الأول من نوعه الذي تجلس فيه السلطة وحكومة الاحتلال على مائدة واحدة منذ سنوات – بعد أربعة أيام فقط من المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في نابلس وأسفرت عن ارتقاء 11 فلسطينيًا بينهم فتى، وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح بالرصاص الحي، فضلًا عن تهجير عشرات الأسر من منازلهم وسط موجة استيطان غير مسبوقة.
وقد أحاطت مؤتمر التنسيق الأمني الاردني الفلسطيني الاسرائيلي في العقبه الكثير من علامات الاستفهام والتعجب وخاصة ما يتعلق بالحق الفلسطيني والطعنة التي تعرضت لها القضية الفلسطينية ..
فالبعض يطلق تساؤلات مشروعة : ماذا قدم العرب لاسرائيل ، وما اخذوا منها في ظل الحكومة الاسرائيليه اليمينية المتطرفة الحالية برئاسة نيتنياهو والتي تضم في عضويتها المتطرف بن غفير وزير الامن صاحب المقولة الشهيرة التي قال فيها ان حكّام العرب يصلحون للركوب فقط لأنّهم دواب موسى..!
انه يتحدى المطبعين وهو لازال يقتحم المسجد الاقصى بحماية الامن الاسرائيل وبدعم من الحكومة الحالية ( يهودا ) العنصرية .
وهناك من يتساءل ايضا : هل اتفقت الاردن والسلطة الفلسطينية مع اسرائيل على السماح للمتطرفين اليهود باقتحام المسجد الاقصى يومياً وهل اتفقوا مع العدو الصهيوني السماح لهم ومساعدتهم بالهجوم اليومي على مخيم جنين وباب العمود وكان اخرها اثناء اجتماعهم الهجوم على نابلس ؟
وهل اتفقوا مع اسرائيل بتسهيل مهمتهم اليومية ببناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربيه وهدم بيوت الفلسطينيين ؟
واذا كان ذلك ماذا قدمت اسرائيل لهم وهل ستعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وهل المقاومة الفلسطينية في الضفة وغزة هي عدو مشترك للاردن والسلطة الفلسطينية واسرائيل ؟
اعتقد ان اسرائيل تحتاج مساعدة الاردن والسلطة ليس لقمع وتقديم المعلومات الاستخبارية ضد المقاومة الفلسطينية في اراضي عام 67 فقط ، بل في مواجهة معضلة اسرائيل الرئيسية والتي تحتاج الاردن والسلطة فيها هي عرب 48 والتي اعتقدت اسرائيل انها دجنتهم وهي الان تعتبرهم قنبله مؤقوتة!
فالجيل الجديد منهم ومن مواليد عام 2000 وبعده يمثلون مقاومي الداخل وحتى الاطفال منهم لو طلب من والده هدية يطلب من هدية عبارة عن بندقية ولو طلب منه والده ان يرسم له رسمة فان أول مايخطر في بال هذا الطفل ان يرسم خارطة فلسطين وعليها بندقية وهذه هي المعضلة الرئيسية لاسرائيل.
وأخيراً لابد من القول ان مشاركة السلطة الفلسطينية في تلك القمة رغم نفيها قبل ذلك التفاوض مع المحتل جراء جرائمه المرتكبة بحق الفلسطينيين خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع قدوم حكومة بينامين نتنياهو الجديدة ذات التوجه والهوى اليميني المتطرف، التي تتخذ من الاستيطان وضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية شعارًا معلنًا لها، قد أثار استياء وغضب الشارع الفلسطيني وفصائل المقاومة التي وصفت هذا التراجع بالتخاذل والخيانة.