كثر الحديث في الساعات الماضية عن عودة سوريا الى الجامعة العربية بعد غياب طال لسنوات، واستئناف مشاركتها في اجتماعات مجلس الجامعة واستئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم أمس..
لكن بداية أقول ان عودة سوريا الى الجامعة العربية لا تعنينا بقدر ما يعنينا الشعب السوري وهمومه وآلامه وجرحه النازف ، فالجامعة العربية التي يسمونها بيت العرب أصبحت جامعة شكلية ومن يغير مبادئه فهذا شأنه ، لاننا في قطر لنا ثوابتنا التي نتمسك بها كما قال تميم المجد : ” نحن قوم ملتزمون بمبادئنا و قيمنا لا نعيش على هامش الحياة ولا نمضي تائهين بلا وجهه ولاتابعين لاحد ننتظر منه توجيها” .
ولمن يحاول ان يتصيد في الماء العكر نقول ان قطر لن تكن عائقاً أمام تكامل ووحدة الصف العربي مع الأمل بان تحقق الجامعة العربية والداعمين لعودة سوريا طموح الشعب السوري كاملا وان نرى سوريا موحدة مستقرة تنعم بالرخاء والرفاهية وعدم الاستبداد وان يختار الشعب السوري من يحكمه.
نعم هذا هو موقفنا الذي أعلناه مؤخراً والذي لا يحيد عن مبادئنا وثوابتنا المعروفة تجاه النظام السوري ، وبلادي تسعى دائمًا لدعم ما يحقق الإجماع العربي، ولن تكون عائقًا في سبيل ذلك، لكن الموقف الرسمي لقطر من التطبيع مع النظام السوري – كما جاء في موقف خارجية قطر – قرار يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق.
وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى العمل مع الأشقاء العرب في تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الكرامة والسلام والتنمية والازدهار، الا اننا في الوقت نفسه نأمل ان تكون العودة الى الحضن العربي دافعاً للنظام السوري لمعالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري وتحسين علاقاته مع محيطه العربي بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.