في الصميم ..تركيا بين الناتو والحلف الإسلامي الجديد – مبارك الخيارين

كلنا يدرك الدور المهم الذي تلعبه تركيا في حلف شمال الأطلسي “الناتو” منذ انضمامها للحلف عام 1952 وحتى اليوم ، فهي بلا شك تعد واحدة من أهم الأعضاء التي تساهم في مهام الحلف بمختلف بقاع العالم وصاحبة ثاني أكبر جيش فيه بعد الولايات المتحدة.
كما ان تركيا هي ثاني قوة عسكرية في هذا الحلف وتشغل أهم موقع استراتيجي بين دوله ما يجعل دول الحلف غير قادرة على الاستغناء عنها ..
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل وجد هذا البلد الإسلامي الشقيق والعضيد من هذا الحلف ما يتوافق مع مكانته وثقله ؟
ونستطيع ان نجيب بالنفي لنقول ان دول الحلف تريد من تركيا المزيد دون منحها أي مكاسب ، فهم وعلى سبيل المثال رفضوا دخولها في الاتحاد الأوروبي وقالها بصريح العبارة بابا الفاتيكان الراحل بولس الثاني : ان تركيا دولة مسلمة ومكانها الطبيعي الدول الاسلامية وليس السوق الاوروبيه المشتركة !
وأيضاً نرى عندما تختلف تركيا مع أحدى دول الحلف مثل فرنسا واليونان تحديداً فانهم يصطفون كلهم للوقوف ضدها ناهيك عن دعم بعض دول الحلف للتنظيم الارهابي PKK وغيرها الكثير من الأدلة والشواهد.

ان العديد من دول الحلف مازالت تتغاضى عن الحقيقة الواضحة التي تقول ان تركيا بمكانتها وعمقها الاستراتيجي قد أضافت للحلف قوة وثقلاً حيث اكتسب الناتو حليفاً موثوقاً يتمتع بإمكانات عسكرية برية وبحرية وجوية .
وعلى امتداد سبعة عقود ، كانت تركيا من أوائل الأعضاء التي تصدت مباشرة للمخاطر والتهديدات بالمنطقة بسبب موقعها الاستراتيجي الحساس.
وقدمت وما زالت تقدم للحلف إسهامات كبيرة في عمليات الحلف بمناطق كثيرة مثل البلقان وأفغانستان والبحر الأسود والبحر المتوسط. كما لا ننسى ما تقوم به من عمليات التصدي الشجاع للعديد من التنظيمات الإرهابية مثل داعش وPKK والقاعدة حيث تقع تركيا على خط الجبهة في مكافحة الهجرة غير النظامية.
فضلاً عن استضافتها لملايين اللاجئين وتولي مسؤولية أمنهم وتلبية احتياجاتهم الإنسانية إضافة إلى تحملها مسؤولية تأمين أكثر من 5 ملايين سوري في المناطق السورية التي تم تطهيرها من الإرهاب.
وأخيراً ، ومن وجهة نظري الشخصية أرى ان هذه العلاقة غير المتوازنة بين تركيا والناتو تدعونا لنطالب تركيا بالانسحاب من الناتو وتشكيل حلف اقليمي متكافئ المصالح يضم الى جانبها كلا من إيران وباكستان والسعودية ، ويمكن لهذا الحلف الاسلامي أن يكون حلفاً قوياً وكبيراً وموثوقاً لانه باختصار يمتلك كل المقومات المادية والبشرية والاقتصادية والصناعية الى جانب ما يحظى به من موقع استراتيجي في عالم مضطرب وظرف بالغ التعقيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى