- نعم، لقد ضغطوا علينا بالكثير من الدم البريء، وشقّوا علينا بهذا التدمير المريع، وفجعونا بالأحباب والأهل والأطفال والأصدقاء والجيران.
- لكننا متشرّبون بالثقة الكاملة وحسن الظنّ العالي بربّنا الأعلى بأنّ هذه الحرب ستتوقف قبل أن يرى العدوّ أي هدف يتحقّق له.
- وأنهم سيتضرّعون إلينا بكل الوسطاء أن نغلق هذا الملف بسرعة، ونبحث عن مخارج.
- وأنّهم سيلعقون جراحهم المغمّسة بملح النار حتى تتشقّق ألسنتهم، وأنّ أزماتهم الداخلية ستشحذ أنيابهم على بعضهم، وأن بأسهم سيكون شديداً بينهم، وسيأكلون بعضهم، ويتحاربون حتى التآكل والتداعي.
- ونثق أن هذا النتن الأخرق سيجرّه أصحابه إلى غياهب السجن مكلّلاً بالعار والخيبة، وأنّ جيشه سيحمل عار الهزيمة والذلّ في كل محفل، وسيكتب التاريخ تفاصيل هذا العار بكل الأدلة البيانيّة المصوّرة، وسيَجْهَدون غاية الجهد في ترميم هيبتهم المتداعية وتعويض خسارتهم المدوّية.
- وسنرى أن هذا اليمين المتعصِّب الأخرق مع النتن سيكون ملطشةَ مجتمعِه اللئيم وهدفه الذي يُرمَى بالغضب والاتهام الدائم والاحتقار.
- ونثق أن هذا المقاتل سيكون فاصلة تاريخية، وبطل المرحلة، وسيكون اللاعب الإقليمي والدوليّ الأساس، وأن الأندية ستأتي إليه، وتقدّم له عروضها.
- ونثق أن هذا المقاتل قد رسم بجرأته وصموده وإبداعه حدود التعامل، وقواعد الاشتباك، ووضعَ قدمه على العتبة التالية صوب تحرير المسرى.
- ونثق أن قومنا الذين عانوا الخوف ستُرفَع فوقهم مظلّة الأمن، وستنفتح عليه أبواب الرخاء ليطمئنّوا ويسْكنوا فيما يظنّون.
- ونثق أنّ هذا الشعب سينهض من كل أطرافه ويقف على قدميه استعداداً للجولة التالية الحاسمة، وسيكون معه هذه المرة طلائع تأتيه من كل حدب وصوب، أو تكون على السمع في موضعها حتى إذا حمي الوطيس وأُعطِي الإذنَ نَفرَ مع النافرين.
- ونثق أن الأحلاف التي جلبوها وحاملاتهم التي قرّبوها ستعود منكّسة الأعلام خائبة المسعى، وستسقط كل الأحزاب التي راهنت على نهايتنا، وأسقطت كل دعاوى القيم والحقوق والإنسانية في انحيازها، وستلاحقهم صور الأطفال في كل زاوية ينحشرون فيها، وسيخسرون بلداً تلو بلدٍ، وسيرث غيرهم مكانتهم في أعجل مما نتصوّر.
- وإن المشهد الاستراتيجي الجديد الذي يتكوّن اليوم بكل هذه التضحيات سيقلب هذه المنطقة ويغيّرها ويصعد بها عبر مؤشِّرٍ صاعدٍ إن شاء الله.
أيها الكبار الكبار!
لقد أعطيتمونا مفتاح مستقبلنا، وصنعتم لنا مجداً يفتح لنا أبواب التطهّر من أحوالنا، وساعدتمونا على اكتشاف ذواتنا واختبار قدراتنا، وأكدتم لنا أن عجزنا لا مبرر له ولا سبب لوجوده.