عندما ينتقم الجبان – أحمد القوبري

ريتشارد قلب الأسد “ملك إنجلترا” جهّز الجيش والحملة الصليبية لغزو مدينة القدس ومحاولة استعادتها من القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي ، وحين كان في مدينة “يافا” قرب عسقلان أصاب “ريتشارد” مرض الحمى ، فقام خصمه وغريمه وعدوّة “صلاح الدين” وأرسل له طبيبه الخاص لعلاجه ، هكذا هي أخلاق الفرسان وشرف الخصومة .

أمّا المجرم الجبان “نتيناهو” الذي لا يلتزم في مواثيق الخصومة ولا يتقيّد في قواعد الحروب التي تحدد ما يمكن القيام به وما هو محظور ، هذا الجبان الذي لا يفُرّق بين المشفى والثكنة ولا بين الأطفال والجنود ، عندما عجز أن ينتقم من “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس والذي كبّدهُ خسائر جسيمة واذاقة مرارة القهر والهزيمة ، أمر الأوباش “الجيش الاسرائيلي” أن ينتقموا من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الأبرياء في غزة بل وأصبح ينتقم حتى من المرضى في المشافي كمرضى السرطان والقلب والكلى ، وحتى مستشفيات الولادة لم تسلم من شره ، فانقطعت الكهرباء عن المشافي ونفذت الوقود وتوقفت المولدات عن العمل لدرجة أن العمليات الجراحية يتم إجراءها من خلال كشاف الهاتف الجوال ، فعندما تم استهداف وضرب المشافي أصبحت بعد ذلك خارج الخدمة تماماً وتم إعلان إنهيار القطاع الصحي في غزة ، فالأطفال والنساء أصبحوا بنك الأهداف لهذا الكيان الهمجي وأصبحت المستشفيات مسارح للعمليات العسكرية لجيش الاحتلال .

الجبان “نيتنياهو” فقد توازنه وفقد عقله وصار كالمجنون الأعمى الذي يحمل سلاح ويطلق على المارة بشكل عشوائي ، فقتل الأطفال والنساء والشيوخ والأطباء ورجال الإسعاف ورجال الدين والصحفيين والمصورين فهو كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، وسبب هستيريا وجنون “نتيناهو” وحماقاته انه اصبح يشعر باقتراب سقوطه ويعلم انه يدق المسمار الأخير في نعش رئاسته وقريباً سوف يودع المسيرة السياسية بعد أن قاد إسرائيل نحو الجحيم والى الهاوية ، ويعلم تماماً انه من سوف يدفع الثمن ، فعندما ينتقم الجبان فأنه يطُبّق سياسة الأرض المحروقة ويحرق ويدمر كل شيء أمامه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى