ها هي ظاهرة التصهين في السعودية تتحول من تأييد للكيان الغاصب
إلى انقضاض على الإسلام ومقدساته وعلى فلسطين ومرابطيها بصفتهم الجدار الذي يصد
الصهيونية وعدوانها على التاريخ والجغرافيا والبشر والحجر..
هذا السعودي الذي تطاول وأساء للقدس ومكانتها ولفلسطين وشعبها
انما هو صهيوني بنكهة تنويرية جديدة، إنه ينكر علاقة المسجد الأقصى بنا، منكراً
بذلك سورة الإسراء.والأيام القادمة حبلى بالتجديد والتطوير والتنوير والانفتاح
وعدم التشدد والتمسك بالثوابت والعمل على جعل الثوابت متحركة حسب الحاجة!
لقد هاجم هذا الإعلامي بلا حياء الفلسطينيين، ومدينة القدس
المحتلة ومسجد الأقصى المبارك، ولم يكتف بذلك، بل هاجم كذلك القضية الفلسطينية،
وقلل منها، شاتماً الفلسطينيين بـ”الشحادين بلا شرف” أكرمهم الله من ذلك .
وواصل تطاوله واصفاً الأقصى بالمعبد اليهودي، وقلل من أهميته
ومكانة في قلوب المسلمين ، قائلا إن “لديهم مئات الآلاف من المساجد في
العالم”، وأن “الصلاة في مسجد بأوغندا أشرف من الصلاة بالقدس ومن أهلها”.
واذا كنا قد استغربنا من هذا التصريح المشين ، فان هذا العجب
سيزول اذا عرفنا بوجود شواهد عديدة تمهد لهذا التقارب . فقد كشف لنا موقع أمريكي
علاقة عادل الجبير، بالموساد الإسرائيلي، والتي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي.
وقرأنا المزيد من التصريحات التي تمهد وتبارك لهذا التقارب من
مسؤولين بمواقع مختلفة . فهذا تركي الفيصل، رئيس جهاز الاستخبارات السعودية
السابق، يعرب عن أمنيته في لقاء مع قناة اسرائيلية بزيارة مكان في إسرائيل في حال
زيارتها وهو شارع الملك فيصل في القدس ، وانه يرى بان ما يقوم به من خطوات الآن
انما تمثل العمل الصحيح حسب رأيه !
كما لا ننسى ما حصل قبل عامين من غضب اجتاح رواد موقع التواصل
الاجتماعي بعد ان قام مدون اسرائيلي بنشر صورة له من داخل أروقة الحرم النبوي
الشريف ورأيناه وهو يتجول في مكان طاهر ومقدس ليغيظ أبناء الأمتين العربية
والإسلامية .
وأخيراً أقول ان العلاقات السعودية الإسرائيلية قد تطورت وشهدت
نقلة نوعية في مجالات مختلفة خلال الشهور الماضية، ووصلت إلى درجة التنسيق
والتعاون الأمني والاستخباراتي.ومن ينسى أنور عشقي الاسرائيلي الهوى ، السعودي
الجنسية والذي اصبح اهتمامه وتواصله وتفاعله مع الشأن الاسرائيلي يؤهله ليقود هذا
التحول القادم في العلاقة التي ظل حكام السعودية ينكرونها للتغطية على أخطائهم
سواء في الاستهانة بمقدسات المسلمين أو في الحفاظ على البيت الخليجي الذي تصدع
بسبب حصارها الظالم على قطر والذي فرضته وهيأت له بالتعاون مع دول الفجار ، الا
انهم بفضل الله ثم التفاف شعبنا حول قائدنا وحكومتنا خابوا وخسئوا ولم يحصدوا سوى
الخيبة !