كلما تخبطوا وارتبكوا ، يرمون الكرة في الملعب القطري ويزعمون بانها السبب ويحاولون ان يظهروا للرأي العام ما يتماشى مع أهوائهم وسياستهم ..
هكذا قرأت بين سطور ماأراد ان يصل اليه عبد الرحمن الراشد بمقاله المنشور في الشرق الأوسط اليوم الجمعة حول التقارب الإماراتي الإيراني والذي يحلل فيه لأبو ظبي ما يحرمه على قطر بكثير من التناقض والتدليس .
فالراشد يدعي ويتساءل وكأنه لا يعرف شيئاً عما يجري ، وهو يعلم باننا نعرف حقيقة تهربه من الاقرار بوجود تغيير في الموقف الاماراتي تجاه السعودية وتجاه شريفة ..
والغريب انه يبدأ تناقضه بسؤال يقول فيه : هل حقاً بدلت الحكومة الإماراتية موقفها من دعم مقاطعة إيران، وانسحبت من التجمع الخليجي السعودي والبحريني، الذي ينسجم مع الموقف الأميركي؟
والأدهى والأمر انه يحاول ان يوحي بوجود احتمالين بنعم ولا . فهو يزعم بان ” أبوظبي ان كانت حقاً قد قررت التصالح مع طهران فإنه حقها السيادي، وهي أدرى بمصالحها” ، وأقول للراشد : لماذا اذن أقمتم الدنيا ولم تقعدوها عندما كانت قطر تقول لكم ان تقربنا من شريفة وتركيا حق سيادي لنا وهو جزء من قرارنا المستقل ؟
ويتابع الراشد التفافه على الحقيقة فيحاول اضفاء الايجابية على هذا التقارب وتلميعه عندما يقول مفترضاً ” وربما يكون التقارب في صالح الجميع ، وإذا كانت الرواية أكذوبة فالتكتل مستمر ضد إيران ” ، ونقول له اننا نتحداك ان تقول الحقيقة بدون لف أو دوران وتعترف بوضوح ان الامارات خرجت من عباءة القرار السعودي منذ ان سحبت قواتها في اليمن وارادت ان تهرول نحو التطبيع مع القيادة الايرانية التي تعرف نواياكم .
ثم يقول الراشد زاعماً : حتى لو فعلتها الإمارات، وأرادت التواصل وحل مشاكلها مع طهران، فليس هناك ما يثير القلق؛ لأننا ننظر إلى الحكومات من جملة مواقف وسلوك طويل. وعلى مدى العقدين الماضيين ظلت العلاقة مع أبوظبي موضوعية حتى عندما تحدث اختلافات معها ” .. وهذا وجه آخر من الكذب الذي يعرف الراشد وغيره بانه لاينطلي على العارفين ببواطن الأمور ، فالذي جرى ليس توقيعاً لبروتوكول روتيني لتعاون حدودي أو بحري كما تدعي وتعزز كلامك بتصريح غامض لمصدر خليجي مجهول لم تحدده لنا وهذا يدل على انه محض كذب وفبركة .
فهل يستطيع الراشد ان يثبت لنا إن الإمارات لم تنسحب من اليمن وانها لم تتخلى عن السعودية هناك ، ونقول له بان الروايات القطرية ليست متناقضة، وانما تخبطكم وادعاءاتكم هو الذي كشف تناقضكم في الشأن اليمني مرة وفي العلاقة مع الجارة المسلمة ايران التي أبت الا ان تقف بوجه غدركم لنا .
ونبان ” قطر مركز إثارة الفتن والمشاكل الإقليمية ” لانك تعرف جيداً كيف ولماذا حصل الذي حصل في الخامس من يونيو قبل عامين وما هي نواياكم الشريرة وعن أي التعهدات والمواثيق تتكلم ودول الحصار بقيادة ” الشقيقة الكبرى ” كانت تخطط لغزونا واحتلال بلادنا ومصادرة قرارنا المستقل والتفافنا حول قيادتنا الحكيمة .
ونقول للراشد وغيره بان كل سياسات قطر كانت صحيحة وحكيمة ، عندما رفضنا تقسيم اليمن قبل اكثر من عقدين ، ورفضنا التوقيع على المبادرة اليمنية التي اعطت الحصانة لعلي عبدالله صالح في اليمن، ورفضنا التدخل العسكري في البحرين عام 2011 . واذكّرك برفض تدخل قطر بحل الأزمة مع ايران في ذلك الوقت ومواقف مشابهة أخرى.
وفي الختام أقول ، من زمان وهذه الدول ترفض سياسة قطر وتروح تروح وترجع وتردد نفس الاسطوانة ونفس النهج، وهذا يثبت صحة سياستنا ، ويكشف ويعرّي مراهقتهم السياسية وخديعتهم لبعضهم !!