قُصفت قوات الإمارات في تعز اليمنية بصاروخ قتل عدداً كبيراً من أفرادها عام 2015 ، وبعد محاولة الغدر والخيانة التي قامت بها دول الحصار عام 2017 وجهوا إعلامهم لإتهام قطر زوراً وبهتاناً بانها من قامت باعطاء إحداثيات تواجد قوات الإمارات الى الحوثي الذي أبادهم بصاروخ واحد فقط ، مع العلم ان قوات قطر كانت يومها متواجدة على الحد الجنوبي للسعودية للدفاع معها عن أرضها وقدمت في سبيل ذلك الكثير من الشهداء والجرحى.
نعود الى موضوع إتهام قطر ، واسأل من لديه ذرة عقل : كيف تكون في معركة وتقبل ان يكون معك على نفس الجبهة – حسب ادعائك – خائن يرسل إحداثياتك للعدو ؟
عموما قوات الإمارات كانت متواجدة في منطقة تعز ، ولا يوجد بينها وبين القوات القطرية اي اتصال او تواصل ، واذا افترضنا جدلاً ان روايتهم الكاذبة صحيحة ، فكيف يمكن للقوات القطرية التواصل مع قوات الحوثي ؟
ألا توجد استخبارات ومراقبة الإتصال؟
كيف تواصلت قطر مع الحوثي ، عن طريق الحمام الزاجل مثلاً ، وهل يعتقد أغبياء جيش الإمارات انهم ذاهبون في نزهة ؟
الا يعلموا انهم ذاهبون الى أرض عدو يعلم علم اليقين مكان تواجدهم على أرضه ، واحداثيات قواتهم فيها ، وهل يعتقدون ان قوات الحوثي ليس لديها استخبارات وأجهزة استمكان ترصد مواقعهم بدقة؟
في الحقيقة انهم يجهلون العلوم العسكرية ، ويفتقدون لقدرات القيادة ، واسألهم أيضاً : هل يعقل ان يتم الزج بقواتهم في منطقة حرب لم يكن لديهم المعلومة الإستخبارية الكافية عن طبيعة الأرض التي سيتواجدون فيها ، تضاريسها وجبالها ووديانها وطياتها الأرضية وموانعها الطبيعية والإصطناعية ومداخلها ومخارجها؟
هل يُعقل ان لاتوجد لديهم المعلومة الاستخبارية عن طبيعة العدو الذي هو في مواجهتم ، ولا عدده ولا توزيعه ولا تسليحة ، بل يفتقرون الى أبسط المعلومات الإستخبارية التي يبني عليها خطة عملهم في أرض المعركة .. ولو كان لديهم الحس القيادي والقتالي لكانوا قد بدأوا عند وصولهم في تجهيز منطقتهم الدفاعية التي سيقومون بالدفاع عنها لتكتيكهم اللاحق ، اذا كان لديهم هذا التكتيك الميداني أصلاً .!
كما كان عليهم توزيع ونشر قواتهم بطريقة دائرية تسمح لهم بالدفاع من جميع الاتجاهات ، وتوزيع أسلحتهم كلٍ في مداه ، وحماية قواتهم باسلحة مضادة لطيران العدو وصواريخه . وكان عليهم أيضاً القيام بالاستطلاع الميداني بالمراقبة او الاستطلاع بالقوة حتى يعوضا نقص معلوماتهم الإستخبارية الميدانية .
ان كل هذه الاجراءات الميدانية مجتمعة لم يقوموا بها، بل أبقوا قواتهم في حالة تجمع ، وبدون حماية جوية مع العلم ان لديهم ميزة السيطرة الجوية القتالية والاستطلاعية وصواريخ الباتريوت المضادة لصواريخ الحوثي . وعندما قصفتهم قوات الحوثي كانوا عبارة عن هدف سهل ، بلا حماية وبلا دراية وكانت اصابتهم مباشرة ومؤثرة. وأهم نقطة كان من المفروض ان يعملوها هي التدريب على نوع المهمة التي سيقومون بها في أجواء وطبيعة أرض مشابهة قدر الإمكان ، ولو قاموا بهذا التدريب ، لما تحولوا الى صيد سهل لقوات الحوثي .
وبعد فشلهم في تحقيق هدفهم وحماية قواتهم ووقوعهم في شرك العدو، سارعوا لإتهام قطر بفشلهم . فهل كانت قطر هي السبب في كل ماذكرت من نقاط فشل لهم كان ضحيتها جنوداً أبرياء تحت قيادة وأمرة ضباط أغبياء ؟
في النهاية ، مهما قلتم فالتاريخ لن يرحم فشلكم ، وسيظل الفشل يلاحقكم ، لانكم لستم برجال قتال ، ونحن لانبالي بكذبكم .
عاشت بلادي قطر وشعبها ، وعاش تميم المجد قائدها ورمزها .