في الصميم ..مبارك بن محمد الخيارين – أتمنى التحليلات الجيدة لتلفزيون بلادي !

للأسف لست من متابعي تلفزيون قطر ، لأنني بكل صراحة لم أجد فيه ما يشدني ولكثرة متابعتي للمحطات الخارجية اكتفي بقناة الجزيرة ، وأقسم بالله انني عندما أريد مشاهدة اي موضوع حصري لتلفزيون قطر يضيع الكثير من وقتي حتى أجده وليس في هذا والله تقليلاً من شأن تلفزيوننا الوطني ، وانا اتمنى له أصلاً ان يكون أفضل من قناة الجزيرة لانه هو من يمثلنا ..
واستمع بعض الأوقات بالصدفة وانا في السيارة لبرنامج الاعلامي المتميز محمد نويمي الهاجري ، وقد شد انتباهي مساء اليوم الثامن عشر من سبتمبر البرنامج الذي كان يتحدث عن موضوع ليبيا ، وكان مع المذيع شخصان يحللان الوضع العسكري في ليبيا بين قوات حكومة الوفاق الشرعية المعترف بها دولياً وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ..
وفي البرنامج كان المذيع يسأل احد الأشخاص لا أعرفه ولكن استمعت للمذيع يقول له : يا أخ عبدالعزيز ماهو تحليلك لعدم حسم حفتر المعركة على طرابلس مع انه حدد لها مدة اسبوعين لحسمها ؟ وكان رد الاخ عبدالعزيز بقوله : ان حفتر ليس لديه قوات بل مليشيات ، والمليشات لا تحسم المعركة . وأنا أتفق معه في هذا بان المليشيات لاتحسم المعركة . ولكن كيف حكم على قوات حفتر بانها مليشيا ؟
يجب ان نضع الأمور في نصابها ، مهما اختلفنا مع شخص أو آخر اسمح لي أخ عبدالعزيز وأقول لك ، أعتقد ان مفهومك للقوات النظامية والمليشيات ليس دقيقاً ، واذا اعتبرنا كلامك صحيحاً فالمليشيات للأسف قد تنطبق على قوات الوفاق المعترف بها دولياً لانها عبارة عن تجمع قبائل غير منظمة من عدة مدن .
اما مانختلف عليه ونعتبره متمرداً وهو اللواء المتقاعد خليفة حفتر فقواته ليست بمليشيات ، لأن المليشيات لا تمتلك الا اسلحة خفيفة ومتوسطة في بعض الاحيان ولا يكون لها مواقع قيادة ثابتة ولها تنظيم موحد.وقوات حفتر تضم كتائب وألوية منظمة وقيادة جيش ورئاسة أركان وقادة ألوية ووحدات امداد وتجهيز وقوات عمليات وانتشار وغرف عمليات ترسم منها خططها العسكرية باحدث الأجهزة المدعومة من دول تخالف القانون الدولي ..
كما ان حفتر يُستقبل من قبل الرئيس الامريكي والروسي والفرنسي ودول حصار قطر ، وأيضاً تمتلك قواته جميع صنوف الأسلحة البرية والبحرية والجوية ومنها الاسلحة الثقيله من المدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات مدرعات المشاة المصفحة واسلحة اخرى كثيرة، وتمتلك التفوق الجوي على قوات الوفاق الوطني ولكن تنقصها العقيدة القتالية ، ولعل المعارك الدائرة في ليبيا تختلف بطريقة يطول شرحها ويصعب التكهن بها لانها ليست عسكرية واضحة انما عسكرية وسياسية..
وتتقاتل هذه القوات نيابة عن دول والخاسر الوحيد هو الشعب الليبي الذي يُحارب من اجل اجهاض ثورته المباركة ضد أعداء الربيع العربي ومحاولة بعض الدول لعسكرة الدولة متمثلة في حفتر ومدنيتها متمثلة في الوفاق الوطني . ونتمنى استمرار التجربة الديمقراطية المنشودة للشعب الليبي الشقيق ، وان يقوم أشراف العالم بدعم حكومة الوفاق ضد المتمرد حفتر ومن يدعمه.
وأخيراً بقي ان أقول ان حفتر اعتاد ان يرتكب الجريمة تلو الأخرى في سياق الجرائم المتعددة التي ارتكبها والتي باتت تستدعي إدانة واضحة من المجتمع الدولي، وتتطلب إجراء تحقيق دولي حيالها . لقد تجاوز حفتر كل الحدود ومارس كل أنواع الانتهاكات للقانون الإنساني، وارتكب أبشع الجرائم واستهان بكل القوانين والأعراف الدولية، مستغلاً الدعم الإقليمي، مما يتطلب وضع حد لجنونه وطغيانه وتمرده، ومحاسبته على هذه الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب الليبي وحق الإنسانية، وعلى الدول الداعمة أن تتحمل مسئوليتها وتتوقف عن دعم هذا الجنون. وعلى الباغي تدور الدوائر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى