قلنا سابقاً انه على الفلسطينين ان لايقروا بان عاصمتهم القدس الشرقية فقط ، بل ان عاصمتهم كامل القدس ويجب ان يستمر الكفاح الفلسطيني الاسلامي حتى استعادة كل شبر ، بل كل حبة رمل من فلسطين.
وعلى العالم الاسلامي الا يعتقد بان فلسطين يمكن ان تعود بالطيب او المفاوضات وهناك طرف قوي وطرف ضعيف لأن ما اخذ بالقوة يرد الا بالقوة ، ويخسى كل عربي عميل يتواطأ لضرب فلسطين وقضيتها العادلة التي هي قضيتنا الاولى وستبقى .
ولا للسعودية ومصر والامارات والبحرين ولا لقمة اليخت المشئومة ومن لف لفهم لبيع ماتبقى من فلسطين ، ولا والف لا لخطة السلام المزعومة التي تنص على سيادة إسرائيل على القدس، بما في ذلك المناطق التي يرى الفلسطينيون أنها عاصمة دولتهم المستقلة في المستقبل.
ولكي يعرف القاصي والداني بمن فيهم المهرولون نحو التطبيع وبالأخص من دول حلف الفجار ، فإن الإعلان عن خطة السلام في خضم المحاكمة البرلمانية له فوائد محتملة للرئيس ترامب، إذ إن دعمه القوي لإسرائيل سيرضي الإنجيليين وبعض عناصر الجالية اليهودية الأميركية.
فترامب نفسه لم يكتفي بفلسطين فقط ، بل أضاف لها غور الأردن وهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وما كان يخفى في أطماعهم من النهر الى البحر أصبح حقيقة معلنة مدعوماً بتأييد خونة العرب.
ومع اعلان خطة للسلام في الشرق الأوسط التي تأجلت طويلا، فان العرب الغيارى مازالوا يرفضون المزايدة على قضيتهم ويرون بان ما طرحه ترامب حول صفقة القرن يشكل عدة جرائم بالقانون الدولي منها سلب أرض شعب وتهجيره ، كما ان هذه الخطة امتهان لكل عربي من المحيط للخليج، وان هذا الهوان مولته ونفذته السعودية والإمارات بينما سخر السيسي له جيش مصر بحرق سيناء .
ولكي نسمي الأشياء بمسمياتها ، فان أصحاب التطبيع والساعين وراءه مازالوا يظهرون الوجه القبيح لمواقفهم تجاه القضية الفلسطينية كما تفعل الامارات التي تمر علاقاتها مع الفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص السلطة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بأسوأ مراحلها وأعقدها، حتى وصلت لحد القطيعة والتوتر المتصاعد، وذلك على خلفية المواقف التي تتخذها أبوظبي تجاه القضية الفلسطينية وانحيازها الفاضح لإسرائيل وشراء العقارات في فلسطين لصالح اليهود مموله من ابوظبي مدعومتاً من العميل الصهيوني دحلان .
ان التطبيع العلني مع “اسرائيل”، وتبنِّي سياسة الضغط لقبول الإملاءات الأمريكية ومن بينها “صفقة القرن”، التي طرحها ترامب رسمياً واحتضان النائب المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، وتهديد الجالية الفلسطينية بالملاحقة والاعتقال، والعلاقات بصفقات مشبوهة داخل مدينة القدس، جميعها أسباب دفعت الفلسطينيين إلى رفع الكارت الأحمر في وجه الدور الإماراتي.
وتحتل أبوظبي طليعة الدول العربية المؤيدة لخطة ترامب لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل”، بما فيها وضع مدينة القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين.
وخسئوا ويخسئون أصحاب المواقف الجبانة الذين اتخذوا الطريق المعاكس لتطلعات وآمال الشعب الفلسطيني واعلنوا علنا وبلا خجل دعمهم للكيان الغاصب ولخطة السلام المزعومة ارضاء للعبة المصالح التي ستنقلب عليهم ان عاجلاً أم آجلاً .
ويخسى الضعفاء من صهاينة دول الحصار اذا تساهلوا في اعتبار القدس عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة منذ عام 1967.
نحن لسنا دعاة حرب وانما دعاة سلام ووئام وأملنا ان يتضامن المخلصون من أبناء وطننا لرفض مشاريع التسوية وافشال مراهنات ” شيطان العرب ” ومن معه في ضرب القضية الفلسطينية ، ويجب على الفلسطينيين ان لايضعوا الكفاح المسلح ومقاومة الإحتلال جانباً ويجب ان يكون السلاح الى جانب القلم كما قال الشهيد ياسر عرفات : ” البندقية وغصن الزيتون جنباً الى جنب ” .
وعاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر .