ما يقارب قرن من الزمان اخفى فيه عبدالعزيز نفسه وأبناءه من بعده حكمهم تحت العباءة الدينية، وساعد في ذلك سيطرتهم على أطهر بقعتين في العالم والأقرب لقلوب المسلمين في شتى بقاع العالم، مستغلين ضعف الأمة وتشتتها وانقسامها ووجود ال سعود بالطبع ساهم في ذلك الضعف والهوان المسيطر على الأمة.
ظهروا لسنوات بأنهم المدافعين عن الأمة الحامين للدين المطبقين لتعاليمه وأنهم حراس الحرمين الشريفين والحقيقة عكس ذلك بتاتاً حيث اتخذ النظام السعودي الحرمين كورقة سياسية يتلاعبون بالتأشيرات حتى يضمنوا ولاء الدول لهم سياسياً ناهيكم عن الفائدة الاقتصادية الكبيرة والمليارات التي تتدفق على خزائنهم من وراء الحج والعمرة.
كل هذه الأمور بدأت تتضح بعد اعتلاء سلمان للعرش وتغلغل ابنه محمد وتدرجه بالمناصب إلى أن وصل إلى ولاية العهد على أكتاف أبناء عمه الذين أذاقهم ابن سلمان الويل في السنوات الأخيرة وأهانهم واعتقلهم وفرض عليهم الإقامة الجبرية.
وحتى يتمكن ابن سلمان من رؤيته وتحويل شعب نجد والحجاز من أولئك المتمسكون بدينهم إلى عصر الانفتاح وانتشار المظاهر التي لم يعتد عليها سكان هذه المنطقة من العالم وخصوصا المناطق القريبة من مكة المكرمة والمدينة المنورة بشكل تدريجي، فبدأ أولا باعتقال خيرة الرجال الصالحين والدعاة المصلحين الذين يرفضون هذه الأمور وخلت الساحة لعبدة الملوك والسلاطين أصحاب فساوى الديوان الملكي والسحرة المطيعون.
وبعدها بدأ بتغييب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستبدالها بهيئة الترفيه الفاسدة المفسدة، والسماح للمرأة بالقيادة والسفر بلا محرم وحجز الفنادق والشقق، وافتتحت البارات والمراقص والنوادي الليلية المختلطة بالقرب من المساجد.
إن للحرمين الشريفين قدسية لدى المسلمين وما يفعله النظام السعودي هو إهانة لكل مسلمي العالم فالحرمين ملك لجميع المسلمين وليس حكراً للدولة المسماة بالسعودية ويجب النظر في هذا الأمر، وكثيراً ما طالبنا بتشكيل لجنة إسلامية تشمل في عضويتها جميع الدول الإسلامية السبعة والخمسون تكون رئاستها بالتناوب بين الجميع تشرف على الحرمين وتدير شؤونهما وشؤون الحج والعمرة وهذا هو الوضع الصحيح الذي يجب أن يكون.
يجب ان تكون هناك وقفة من العالم الإسلامي ولا يجب أن يطول الصمت كثيراً على مهازل النظام السعودي الذي لم يبقى عاهر ولا عاهرة إلا ودعاهم لإقامة حفلاتهم الماجنة بجوار أطهر البقاع وأصبح زوار شارع الهرم في أكناف الحرم ..!!