في الصميم ..مبارك الخيارين – من يقف وراء فشل المفاوضات القطرية السعودية ؟

يتردد في وسائل اعلام دول الحصار وذبابهم الالكتروني هذه الايام فشل المفاوضات القطرية السعودية لأسباب هم يضعونها ويكذبون ويصدقون كذبهم كعادتهم ..!

وهنا سأوضح كيف بدأت المفاوضات وكيف فشلت بعد حصارهم قطر واتهامهم لها زوراً وبهتاناً ؟

بداية أقول ان القاصي والداني يعرف بان دول العالم طالبت دول الحصار بالدليل الذي لم يظهر حتى الآن رغم مرور ثلاث سنوات من حصارهم واحراجهم امام دول العالم وشعوبهم ، فأخرجوا قانون منع التعاطف مع قطر على شعوبهم وبتهديدهم بعقوبات شديدة لعلمهم انه حتى شعوبهم لم تصدق روايتهم ..

وبعدها ولحفظ ماء وجوههم ، طالبوا قطر بثلاثة عشر شرطاً وحددوا مدة عشرة ايام لتطبيقها قبل فرض المزيد من العقوبات والتلويح بالعمل العسكري ، الا ان قطر رمت شروطهم في أقرب حاوية نفايات ولم تلتفت لهم ، ولم يستطيعوا عمل اي شيء يمس بلادنا غير الفبركات والهجمات الاعلامية الخائبة التي كشفت مستواهم الضحل امام العالم ..

وبعد تخبطاتهم السياسية الكثيرة التي لاتنم الا عن كونهم لعبة بيد مراهقي السياسة ، استمرت السعودية من تدهور الى آخر ومن معضلة سياسية الى أخرى بدءً من حرب اليمن الفاشلة مروراً باغتيال خاشقجي وحتى اختراق هاتف مالك شركة أمازون وصحيفة واشنطن بوست جيف بيزوس . ولم يعد محمد بن سلمان يمتلك أرضية صلبة تهيأه للحكم بسبب دوامة مشاكله الداخلية وأزمته مع الأمراء ورجال القبائل وعلماء الدين ورجال الاقتصاد في بلده ، والخارجية منها كاليمن ومن الجهه الشمالية العراق وايران وتركيا وانتهاءً بسمعته الدولية السيئة وانهيار الأوضاع الاقتصادية في بلاده الذي أضطره لان يستدين من البنك الدولي ستين مليار دولار .

لقد طالبت قطر منذ اليوم الأول لحصارها بالجلوس الى طاولة المفاوضات وكشف الاوراق لكنهم كانوا يتهربون وكان أول هروبهم الجماعي في قمة مجلس التعاون في الكويت عندما حضر سمو الأمير المفدى ولم يحضروا . وعندما اشتد الخناق على بن سلمان بسبب اغتياله لخاشقجي التجأ الى قطر لعلمه بعلاقتها المتميزة مع تركيا ، وكررت قطر شروطها برفع الحصار ومن ثم المفاوضات والاعتذار .

وعندها طلب منه محمد بن زايد انهاء التفاوض مع قطر كان ردنا : نحن بخير بدونكم . وعندما اشتد عليه الخناق مرة أخرى بسب ضرب ايران لمصفاة أرامكو النفطية في بقيق وتصاعد التهديدات عليه ، ارسل الى سمو أمير الكويت موفده الأمير تركي بن محمد بن فهد طالباً الصلح مع قطر ، وارسال المنتخب السعودي للمشاركة في كأس الخليج في قطر ، وطلب ان يتم فتح الحدود ورفضت قطر وأكدت ان هذا لايتم قبل رفع الحصار وان تكون المفاوضات مع السعودية فقط ..

وطلب ان تتكون لجنة لفض النزاع بين قطر والكويت والسعودية والامارات ومصر ، ورفضت قطر وطلبت ان تكون قطر والكويت والسعودية فقط وطلب مهلة زمنية للرد ، وقد اشترطت قطر ان يكون التفاوض مع السعودية فقط لانها تعلم ان الامارات هي الشيطان المحرك لكل حلقات التآمر على قطر ، وان البحرين لم تنظر لها قطر اصلاً كدولة اذ ” لاقرار ولا شور لديها ” !

أما مصر ، فان قطر لم تعترف أصلاً بالانقلاب الذي حصل فيها وكان هذا احد اهم اسباب حصار قطر . وبعد ان طلب بن سلمان مهلة للرد على مطالب قطر تم استدعائه الى ابوظبي ، واعطيت له الأوامر من هناك بان الامارات اذا لم تكن ضمن عملية التصالح مع قطر فيجب عليه ان يرفض .. ورفضت قطر طلب السعودية بضم الامارات للمصالحة ، حتى ان عمرو أديب ذكر في برنامجه جملة الجمهور اللبناني المشهورة : ياقطر ( كلن يعني كلن ) ..!

وبعد ذلك تم قطع الاتصال مع كل دول الحصار ورفضت قطر هذا وانتهت عملية التفاوض . أما ما يردده اعلام دول الحصار من أكاذيب ومزاعم من بينها ان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية قد زار السعودية سراً فهذا محض كذب ، ولم يحصل بل حصل ان الجبير طلب مقابلة نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع خالد العطية في امريكا سراً ورفض خالد العطية اي لقاء سري .

ان مواقف السعودية المهزوزة وذبابها الاكتروني ووسائل اعلامها وصحافتها الصفراء التي جندتها لترويج الاكاذيب هي سبب فشل الحوار القطري السعودي حتى تثبت انها صاحبة قرار وقوية . والحقيقة ان قرار السعودية في ابوظبي وهي من فشل سياسي وعسكري واقتصادي واعلامي وحتى اجتماعي الى آخر ، وتبقى هي في حاجة لنا ولم نكن في يوم من الأيام في حاجتها.

وها نحن ولله الحمد والمنة ، نزداد قوة وصلابة وتماسكاً في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية والاعلامية وحتى الاجتماعية ، ونكررها نحن بخير بدونكم. وعاشت قطر وشعبها وعاش تميم المجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى