نختلف مع ايران في بعض السياسات ، قد يقول البعض انها دولة شيعية.. فنقول : نعم ولكن يجمعنا بها الاسلام ونبينا محمد صلى عليه وآله وسلم ودستورها القرآن الكريم ولا يمنع اختلافنا الطائفي من التعامل السياسي وحسن الجوار معها..
فلقد تعاملنا مع دول مسيحية وبوذية ولم نتكلم عن الاختلافات الدينية ، وقد يقول البعض انها من المجوس واذا كان الفرس مجوساً قبل الاسلام ، فلقد كنا العرب وثنيين وأعزنا الله بالاسلام نحن وهم ولا ننسى سلمان الفارسي الصحابي الجليل ..
وقد يقول البعض كيف نتعامل معها وهي تحتل الجزر الاماراتية ، وردنا على ذلك بالقول انها اشترت تلك الجزر من الامارات بالوثائق والادلة ، والامارات نفسها قد تعاملت وتصادقت وتحالفت على كل المستويات السياسية منها والشعبية وحتى الاجتماعية مع العدو الصهيوني الذي يحتل اقدس مقدساتنا!!
فدعونا من الخرافات المسيسة وتوزيع ” صكوك الغفران” على من نريد وتكفير من هو على مزاجنا وادعاء الكفار باحبائنا وحلفائنا ، ولا نلوم من اجبرتها السياسات العربية وتبعيتها للغرب على الارتماء في احضان ايران مثل حزب الله اللبناني الذي كان يقاوم اسرائيل – سنته وشيعته جميعا – في الوقت الذي كانت فيه بعض الدول العربية تقوم بدعم اسرائيل ضده ..
وهناك حركة المقاومة الفلسطينية التى اتهمتها بعض الدول العربية بالارهاب بالاتفاق مع اسرائيل ضدها ودعمتها ايران . والسؤال هو : هل الدول العربية دعمت حماس ورفضت الدعم ام تركناها ترتمي في احضان ايران؟
ومن تدخل في الشؤون اليمنية الداخلية ودعم علي عبدالله صالح في ست حروب ابادة ضد الحوثيين مما جعلهم يلتجأون الى ايران ، ومن الذي فرض حصار قطر برا وبحرا وجوا في الوقت الذي كانت قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع ايران من اجلها وفتحت ايران موانئها واجوائها لقطر وكانت ايران المنفذ الوحيد لها.
ومع يقال عن ايران وموقف العرب منها ينسحب على سوريا التي مهما اختلفنا معها الا ان هناك نقاط التقاء وتقارب أخوي معها بحكم الدستور السوري الذي ينص على ان الرئيس يجب ان يكون مسلماً سنياً وعائلة الأسد هم من السنة وان انحدروا من طائفة علوية ، حتى وان اختلفنا او اتفقنا مع سياسة سوريا.
وهكذا يبدو المشهد السياسي العربي تجاه ايران حافلاً بالتناقضات في بعض تفاصيله اذ ان بعض الدول العربية تعادي ايران سياسياً وتجعل الدين شماعة، وان من تخلت عنهم الدول العربية دعمتهم ايران وان عداء ايران جاء وفق ” أوامر ” من الغرب .
بينما نرى نقيض هذه الصورة مع اسرائيل بالمقارنة بين ايران اذ ان هناك دولاً عربية تنتقد ايران وعلاقات الدول العربية معها ، الا انها تصمت تجاه من يقبل الارتماء في احضان اسرائيل ويسود الصمت حتى اعلامها الرسمي فأين المبدئية؟
لقد أثبتت سنوات الحصار ان سياسة قطر وثباتها على قيمها ومبادئها هو الذي جعلها تنجح في اقامة علاقات وتحالفات مشروعة للتصدي لمخطط شرير كان يريد النيل من القرار القطري المستقل ، ومن هذه التحالفات ما تحقق مع الاشقاء في تركيا وايران .
كما ان حكمة الرد القطري اقتضت التأكيد على ان علاقتنا بإيران ليست مجالاً للمساومة ، مع ان الذين كانوا قد حاصرونا بسبب علاقتنا مع ايران وغيرها
نسوا وتناسوا ان العلاقات الاقتصادية التي تملكها الامارات مع طهران، هي أكثر من أي بلد آخر في المنطقة ، إذ تتمتع الإمارات بعلاقات اقتصادية واسعة جدا مع إيران. وفي السنوات الأخيرة، لعبت موانئ البلاد دورا متزايد الأهمية في تعزيز التجارة مع إيران، بما في ذلك التجارة غير المشروعة.
تلك هي موازين القوى.. وعلى الجميع ان يدرك ان قطر اليوم ليس كقطر الأمس .. وعلى الباغي لابد ان تدور الدوائر.