في الصميم ..عنصرية أوروبا عبر التاريخ ..المعايير المزدوجة ..” وحجة حقوق الانسان”! – مبارك الخيارين

لايخفى على احد ماتشنه اوروبا من حملة غير مسبوقة ضد تنظيم كأس العالم في قطر 2022 والكل يعلم ان هذه الحملة وراءها عنصرية وفاشية ضد العرب والمسلمين بحجة حقوق الانسان مع الكثير من المعايير المزدوجة المكشوفة! يبدو ان دول مثل فرنسا والمانيا نسوا تاريخهم العنصري الفاشي المستبد والممتد عبر العصور !! ولكن من منا ينسى جرائم أوروبا وما تمثله من الوجه المستبد الموغل في العنصرية والقتل والاستبداد ؟

من ينسى سيناريوهات الجريمة المنظمة التي تلطخت بدماء الفقراء والمساكين والمغلوب على أمرهم في افريقيا وخارجها وبخاصة أنفاق لندن وملايين الهنود الذين لقوا حتفهم فيها؟

ومن يمكنه غض الطرف عما فعلته فرنسا من جرائم في افريقيا قديماً وحديثاً وآخرها في مالي ، أو يتغاضى عن جرائم المانيا واستعبادها للعمال الافارقة حتى الآن؟ وبشيء من التفصيل نتوقف عند الجرائم الألمانية ومن بينها في ناميبيا حيث اعترفت برلين، بارتكاب جنودها إبادة جماعية فى ناميبيا إبان الاستعمار الالماني نهاية القرن الـ 19 ، أو مسؤولية باريس في الحرب الأهلية برواندا والتطهير العرقي الذى تعرضت له أقلياتها.

وبالوقائع التي لاتكذب ، تظهر أول إبادة جماعية للألمان فى القرن العشرين، واستمرت بعدها مجازر وابادات فى سنوات مختلفة من ذات القرن، قتل على إثرها وشرد الملايين. فى عام 1904 ثار شعب هيريرو ضد المستوطنين الألمان بعدما حرمهم هؤلاء من أراضيهم وماشيتهم، فى تمرد قتل خلاله حوالى مائة مستوطن. قبل عشرين عاما، فرضت القوات الصربية سيطرتها على سريبرينيتشا، وهي بلدة بوسنية مليئة باللاجئين الذين قطعت لهم وعود بالحماية من قبل المجتمع الدولي، لكن بعد ذلك بخمسة أيام فقط، تم قتل 8000 منهم، لا لشيء سوى لأنهم يعتنقون دينا مغايرا. الأسئلة التي أعقبت تلك المجزرة كيف يمكن أن تحدث إبادة جماعية كتلك في قلب أوروبا؟

وما الذي جعل الناس يكرهون بعضهم البعض لدرجة مكنتهم من تبرير ذبح 8000 إنسان بدم بارد؟ هل كان هناك حقا مكان للإسلام والمسلمين في أوروبا؟

أما فرنسا فيكفي انها اعلنت عبر رئيسها ماكرون أنه سيسحب قوات بلاده البالغ عددها 5000 جندي والموجودة في مالي منذ 2013 حيث انه وعلى مدى السنوات التسع الماضية، أصبح الوجود الفرنسي غير مرغوب به بشكل متزايد لدى حكومة مالي وشعبها. ً

ان العنصريين القدامى والجدد في المنظومة السياسية الأوروبية يواصلون خرق القيم المنصوص عليها أيضاً في معاهدات الاتحاد الأوروبي، ولابد ان تعي أوروبا ان هذا التسلط والتعالي لاتعني سوى المضي في مسلك الجريمة والعنصرية المكشوفة التي يقف العالم ضدها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى