بداية
أقول ان الفريق ” باء ” الذي تردد في الأزمة الراهنة هو المحرّض على
اثارة الفتن والقلاقل في مضيق هرمز ومنطقة الخليج ، ويقود هذا الفريق بنيامين
نتنياهو وجون بولتون وبن زايد وبن سلمان . ولانريد ان ندخل في آثار الحرب على
المنطقة كاملة لانه كتب في هذا الكثير ، وكلنا يعرف تبني بولتون لأفكار وتوجهات
اسرائيل كاملة والكل يعرف عداءه الكامل للعرب والمسلمين منذ كان مندوباً لأمريكا
في مجلس الأمن .
كما انه المحرّض الدائم لضرب ايران ، ليس حبّاً في بن زايد وبن
سلمان وانما لأجل مصلحة اسرائيل .
وعندما باءت محاولاته بالفشل مع ترامب اتجه الى بريطانيا لجرها
للحرب مع ايران . ونرجع للب المشكلة متجردين من العواطف وهي ان ترامب بدأها
بالتخلي عن الاتفاقية 5+1 مع ايران وضرب حصاراً جائراً عليها، وعندما لم تذعن
ايران لضغوطه تحرك بقواته الى بحر الخليج ومضيق هرمز محاولاً استفزاز ايران وهذا
معروف للمراقبين والمتابعين .
ونرجع للمعضلة الفعلية التي خلقتها بريطانيا ، وصمت عنها الغرب
وهي احتجاز بريطانيا لناقلة النفط الايرانية في جبل طارق بحجة ابحارها الى سوريا
الذي ضرب عليها الحظر وطالبت ايران بالإفراج عن سفينتها وبدون خلق مشاكل ،
وبريطانيا تتحجج بذريعة الحظر على سوريا مع العلم ان الحظر على سوريا هو حظر
أوروبي غير ملزم الا على أوروبا ، ولم يصدر به قرار من مجلس الأمن، اي لايحق
لأوروبا ان تحاسب غير دولهم في هذا القرار .
صحيح ان ما قامت به ايران يعد قرصنة بحرية دولية ، لكن أحداً لم
يقم بتوجيه إدانة للقرصنة البريطانية لا من الدول الغربية أو الشرقية . ولقد قامت
ايران باحتجاز سفينة نفط بريطانية في مضيق هرمز رداً على احتجاز سفينتها التي لا
زالت محتجزة من قبل بريطانيا ، وقامت الدنيا ولم تقعد بادانة القرصنة الايرانية
ياسبحان الله!!
اذا اعتبرنا عمل ايران في مضيق هرمز قرصة ، فماذا نسمي عمل
بريطانيا في بحر جبل طارق ؟
ان من حق ايران أن تكون دائماً على استعداد لمواجهة أي طارئ ،
ومن حقها الدفاع عن نفسها ، ولهذا ترفض التفاوض بشأن أي تغييرات للاتفاق النووي،
وتهدد بالمزيد من الخروقات لبنود الاتفاق، إذا لم تبذل أوروبا جهودا إضافية للحد
من تأثير العقوبات الأمريكية.وأيضاً لانغفل ما تملكه ايران من قوة عسكرية تجعل موقفها قوياً
عززها وجود القدرات الصاروخية الهائلة التي لن تقبل التفاوض عليها لانها قوتها
الرادعة لأي عدوان أو هجوم من أي جهة كانت فضلاً عن امتلاكها لتقنيات متقدمة في
مجالات الهجوم والدفاع الجوي والبري أيضا.
ولهذا أقول ان ايران دولة عظيمة ، ولها شعب عظيم وتاريخ أعظم ،
ولها كرامتها وقوتها وسيادتها التي لايمكن ان تتخلى عنها وهي بإختصار صاحبة القرار
والقول والفعل .. وليست أبو ظبي أو السعودية الذين قراراتهم في يد دحلان وايفانكا !!