لله الحمد والمنّة ، ليس هناك لأي فرد أو دولة جميل على بلادي ، ولو استعرضنا التاريخ سنجد ان بلادي قطر لها أفضال ومواقف مضيئة ومشرّفة لا تعد ولا تحصى على دول الحصار. وسوف أستعرض ما أتذكره متناولاً من لقطر أفضال عليها ، ونبدأ بما كنا نعتقد انها الشقيقة الكبرى والعمق الاستراتيجي لنا وأقصد السعودية ..
بعد سقوط الدولة السعودية الثانية عام 1891م ، اتجه الأمير عبد الرحمن بن فيصل إلى قطر بعد أن أرسل خطاباً إلى حاكم قطر يومذاك الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني يطلب فيه استضافته، وكان معه زوجاته وأبناؤه وعلى رأسهم ابنه الأمير- في ذلك الوقت – عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس الدولة السعودية الثالثة وكان عمره آنذاك 15 سنة.
وعندما وصل والد الملك عبد العزيز إلى قطر استقبلهم الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني وأخرج حريم آل ثاني من غرفهن وصناديقهن وملابسهن وأصواغهن وأنزل حريم آل سعود مكانهن، فكانوا جميعا في ضيافته حتى استكملوا عنده ثلاث سنوات . وفي العهد الحديث في حرب الخليج الثانية 1990 أرسلت قطر الى السعودية لوائين عسكريين وكان هذا العدد في ذلك الوقت يمثل اكثر من نصف جيشها ، وكان يجب علينا الدفاع عن السعودية ونصرة الكويت .
وفي عام 2015 ايضاً، ارسلت قطر القوات العسكرية للدفاع عن الحد الجنوبي السعودي، ولا ننسى مواقف بلادي السياسية دفاعاً عن السعودية في المحافل الدولية ، ولازالت بلادي حتى الآن تحتضن الكثير من السعوديين الذين لازالوا يعملون في قطر . أما البحرين، فمساعدات قطر لها كثيرة وآخرها عام 2016 حين دفعت لها مليار دولار كمساعدات وقبلها شاركت مع دول الخليج الأخرى في معونة للبحرين قيمتها 10 مليار دولار ، فضلاً عن وجود الكثير من البحرينين الذين مازالوا يعملون في قطر .
اما الإمارات ، فقد احتضنتهم قطر قبل تأسيس بلدهم كعمال وطلاب وحتى بعد قيام الاتحاد عام 1971 وكانت قطر ترسل لهم الكتب والمعلمين وتساهم في تشييد البنية التحتية لهم ، ولا تزال توجد في مواقع البحث الالكتروني العملة الموحدة ( قطر ودبي ) .
اما مصر فتساعدها بلادي من عهد الرئيس جمال عبد الناصر وحتى عهد الرئيس المرحوم محمد مرسي ، ولم تتوقف مساعدات بلادي المادية عنها الا عندما طلبت مصر في عهد السيسي وقف المساعدات القطرية من الغاز وبتحريض من الامارات، وكان لدى مصر وديعة قطرية بقيمة 3 مليار دولار ماطلت في اعادتها الينا وكانت على دفعات الى جانب وجود الكثير من المصريين الذين يعملون في قطر ويلقون فيها معاملة حسنة بشهادة المسؤولين المصريين وآخرهم وزير القوى العاملة المصري .
هذه بعض المواقف القطرية البسيطة التي حاولت التوقف عندها والتذكير بها من دون منّة ، أما ماكان يروج له في إعلام الامارات على انها دفعت الرواتب القطرية عام 1996 فهذا محض كذب وتدليس ، وأتحدى ان يتم تناوله في وثيقة أو وسيلة خطاب رسمية لان الإمارات هي التي كانت رأس الحربة للمحاولة الانقلابية في قطر بذلك الوقت .. وحدّث العاقل بما لا يعقل ، فان صدّق فلا عقل له !
وفي الختام أقول ان سياسة بلادي لا تأخذ أحداً بجريرة غيره ، ولا تسعى لقطع أرزاق الناس ولو اختلفت مع أنظمتهم ، بخلاف ما يفعلوه هم عندما قطعوا أواصر وصلات الرحم ودمروا نسيج العلاقات الأسرية، ولم يتورعوا حتى عن حرمان أهلنا وشعبنا من أداء الحج والعمرة .