في الصميم ..مبارك بن محمد الخيارين – لانساوم على قضيتنا وعدالة موقفنا

بيانات السعودية الأخيرة بخصوص الأزمة الخليجية لا جديد فيها ، بل هي مكررة ، بطريقة توحي وكأن السعودية ليس فيها سياسين لكثرة تخبطاتهم وتناقض مواقفهم ، وقلنها قبل ثلاث سنوات ان طلباتكم كلها مرفوضة ، ونحن بخير بدونكم ولن تنقصوا منا شيئاً ولن تزيدوا بعلاقاتكم ..ونعرف ان قرار السعودية ليس في يدها بل في يد أبو ظبي!
ولكن دعوني أوجز لكم أسباب بيانهم اليوم والذي يدور في اسطوانة قديمة ومشروخة لن تنطوي على شعبهم قبل ان تنطوي علينا . هناك عدة اسباب لبيانهم اليوم السبب الأول انهم يخاطبون لجنة حقوق الانسان ببيانهم الهزيل الذي يزعمون فيه انهم لم يمنعوا القطريين من الحج ، والحقيقة انه لايوجد حاج مهما اختلف مع السعودية لاتوجد له بعثة ترعى شؤونه وتعرف تواجده وقدومه وخروجه من السعودية وتراعي إعاشته وإقامته وطبابته وغير ذلك من شؤون الحج .
كل ذلك يضاف الى الطيران المباشر من الدوحة ، اذ ان السعودية التي تدعي حرصها على تسهيل متطلبات الحج لضيوف الرحمن تسمح لإيران ببعثة رسمية وطيران مباشر من جميع المدن الايرانية، الا انها تتحجج بمنعه على القطريين بسبب علاقات قطر مع ايران ، بينما يتم السماح حتى من مطار تل أبيب بنقل الحجاج فتصوروا !

والسبب الثاني الموجّه للجنة حقوق الإنسان وتقول انها لاتمنع القطريين من التواصل الأسري ، ونسأل السعودية: كم معتقل قطري لديهم وهو قادم بموافقتهم وآخرهم الرجل كبير السن القطري علي بن ناصر جار الله وابنه الذي اختفى ، وبعد فترة ظهر على شاشات التلفزيون وكأنه في المستشفى ، ونسوا أو تناسوا انه لايوجد مستشفى بدون شباك او لوحة مريض او حتى رقم للغرفة، او أقل شيء سرير طبي وغيرها من الأمثلة الكثير ..
أما السبب الثالث تهيئة الشعب السعودي لأي مصالحة قادمة ان قبلت قطر بشروطها وهذا غير صحيح . ودعوني أشرح لكم بعض خفايا وكواليس هذا الموضوع، اذ طلبت السعودية من الكويت ان تتصالح مع قطر ، وشددت قطر على مطالبها السابقة التي تشمل اولاً رفع الحصار ، ومن ثم الحوار والإعتذار للسعودية فقط . وتدخلت الإمارات ورفضت السعودية بذريعة انها ترغب بان يكون الصلح جماعياً ، الا ان قطر رفضت وأغلقت الموضوع .
وفي الفترة الأخيرة ، وبعد ان كشفت السعودية خيانة الامارات لها وبالذات مع ايران واليمن ، أرسلت السعودية مبعوثاً الى سمو الشيخ صباح الأحمد بالموافقة على مطالب قطر وان تسمح قطر لمصر ان تكون مع السعودية ، ونقل رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم مطلب السعودية لقطر ، وكان لقطر الرد نفسه من بداية الأزمة ولكن للسعودية فقط ..
ولازالت الإمارات ومصر تصغطان على السعودية، ان لايتم التصالح مع قطر بدونهما ، وقطر تقول هذا موقفنا ان قبلتم به ليتم تشكيل لجة فض منازعات بين قطر والسعودية فقط برئاسة الكويت وعضوية الأردن والأمم المتحدة حتى لايتكرر ما حصل ، وان ترتبط دولنا بمواثيق دولية لاننا لانثق في مجلس التعاون ولا في الجامعة العربية المصرية.
فمجلس التعاون الذي كان يفترض به ان يحمي البيت الخليجي لم يحرك ساكناً طيلة عامين من الحصار، وخضع بشكل مهين لاملاءات لاعب واحد يحاول أن يسيطر على قراراته وتوجهاته ، وفق رؤيته وسياساته ومصالحه قبل الآخرين، الا اننا ومهما يكن من أمر لا نساوم على قضيتنا وعدالة موقفنا ولا نرضخ او نستجيب لأي محاولة فيها التفاف على الحقائق ، وفيها ضرر بشعبنا الوفي ، واضعين ثقتنا بقيادة حكيمة لاتنام على ضيم .
عاشت قطر وشعبها ، وعاش تميم المجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى