ضربة
بقيق الصاروخية واصابة أهداف نفطية إستراتيجية سعودية لها دلالات عدة ، وتحليلات
تفوق مقدرة الحوثي ولم تكن بطائرات مسيّرة من اليمن كما يدعي الطرفان .. لانه
لايمكن لطائرة مسيّرة بأحمال خفيفة ان تحدث هذا الضرر الكبير ، ولا يمكنها أيضاً
إصابة هذا الهدف الإستراتيجي بهذه الدقة المتناهيه ، وهل يعقل ان تحلّق هذه
الطائرة على إرتفاعات منخفضة اكثر من 1600 كيلو بسرعة بطيئة وتمر خلال طيرانها على
مئات الصواريخ المضادة ولم يتم اكتشافها وهي أصلاً يمكن كشفها بالعين المجردة ..؟
واذا استبعدنا ان هذا الهدف الإستراتيجي ليس بهدف طائرة مسيّرة
، اذن ماهو السلاح الذي تقع هذه المنطقة في مداه التأثيري وبدقة اصابته ؟ ومن أين
يمكن اطلاق هذا السلاح ، ومن يملكه ؟
هذه التساؤلات كنا قد طرحناها قبل أكثر من ثلاث سنوات ، يوم
أصابت ايران هدفاً في منطقة الرقة السورية بدقة متناهية ، ولهذا يوجد لدى بعض
الدول مثل هذا الصاروخ الذي أطلق على شركة أرامكو في بقيق وكان خط سير هذا الصاروخ
من خلال شهود عيان في منطقة الوفرة الكويتية ومنطقة القيصومة في المنطقة الشرقية
في السعودية ، حتى أصاب هدفه في بقيق ، ولا أود ذكر اسم الصاروخ الذي مداه اكثر من
الف كيلومتر والقادم من شمال شرق السعودية !
والسؤال هو : أين صواريخ الباتريوت المطورة التي تملكها
السعودية وتعمل بطواقم امريكية ؟
لا جواب لديّ ، سوى ان ما حصل برأيي هو لإرهاب الحكومة السعودية
من قبل القوات الحامية لهم والتي اعلن عنها حديثاً بانها أتت لنصب صواريخ مضادة
للصواريخ ، وأمريكا تعلم جيداً من أين تم اطلاق الصارخ ونوعه ومسافته ، بل حتى
السعودية تعلم من أطلق الصاروخ ولكن لاتستطيع البوح لانها في هذه الحالة يجب عليها
الرد على مصدر النيران، وهي ” متشربكة” في حرب اليمن، ولا تستطيع فتح
جبهة اخرى .
كما تدرك أيضاً ان الإمارات تعلم مصدر الصواريخ وهي من شجع على
ضرب السعودية في هذه المنطقة المهمة حتى تشتت الرأي العام عن قتلاها في ليبيا ،
كما ان السعودية تعلم بذلك أيضاً لكنها الآن في وضع العاجز المنهك سياسياً
وعسكرياً ومادياً بل وحتى شعبياً.
وأخيراً أقول ان السعودية التي باتت تحتل المركز الأول عالمياً
في شراء الأسلحة بمختلف أنواعها، لم تعد قادرة على توظيف هذه الأسلحة لحماية نفسها
بعد ان أصبحت مطاراتها ومنشآتها ومستودعات أسلحتها هدفاً للهجوم بطائرات مسيرة
ملغومة قام به الحوثيون الذين أثبتوا بأن استهدافهم لأهداف في العمق السعودي يعد
تحولاً استراتيجياً قد غّير الكثير من قواعد اللعبة الحالية. بل ان هذه الطائرات
المسيّرة أثبتت أن السعودية التي أصبح قرارها السياسي مرتهناً بيد أبو ظبي لم تعد
آمنة خاصة بعد اصابة الأهداف في عمقها.. والأيام القادمة حافلة بالكثير من
المفاجآت.