في الصميم ..مبارك الخيارين – مشاكل بن سلمان لن يحلها الا قطر

حذرنا السعودية سابقاً من تدميرها بأداة الإمارات ، والأمير محمد بن نايف كان شاهداً على تحذيرنا ، ويمكن الرجوع له وسؤاله عن ذلك ، وتحذيرنا هذا أكدته تسريبات البريد الاكتروني للسفير الإماراتي في أميركا يوسف العتيبة والتي قال فيها: ” يجب ان نحول السعودية الى دولة علمانية ” ..!

وقد حصل ذلك ، لعلمهم ان السعودية تقوم على مرتكزات الدين الاسلامي ، وكان المخطط الصهيوإماراتي بأفكار العميل الصهيوني وضابط الارتباط الإماراتي الاسرائيلي محمد دحلان . وقد بدأت خططهم أولاً بشراء الولاءات من العلمانيين والاعلاميين والطامحين ، وصارت وسائل الاعلام السعودية تُدار من قبل أبوظبي لدرجة ان رجلهم في تسخير اعلام السعودية للامارات هو الاعلامي الاسلامي المرتد للعلمانية تركي الدخيل والذي أصبح سفيرا للسعودية في الامارات ، بما يعني انه أختير لهذا المكان لنقل أوامر محمد بن زايد الى بن سلمان..

وكان بدايتهم كسر الحلقة الأقوى في النظام السعودي وهو الدين وخلق جيل منحل اخلاقياً هدفه الرقص والغناء والترفيه وكل ما يقوم بضرب القيم الدينية والقبلية في السعودية ، وعين لهذا الغرض رجل محمد بن زايد في الرياض تركي آل شيخ . وقد نجح الى حد ما في ذلك ودعم الأمير الطامح للسلطة لمشاريع الامارات باي ثمن وادخاله في عده معضلات وأزمات مفاتيحها في أبوظبي ..

وكل ذلك جعله مسلوب الارادة وموجهاً بتعليمات أبوظبي في كل صغيرة وكبيرة لدرجة ان اي مراقب للشأن السعودية يعلم ان السعودية عبارة عن ” الامارة الثامنة ” في الإمارات، ويديرها طحنون بن زايد كقائم مقام حاكم أبوظبي في الرياض ، وادخل محمد بن سلمان في عدة نقاط منها محاربة الأرضية الصلبة للحكم وهم الشعب السعودي ، وسجن كبار القبائل والامراء والتجار وعلماء الدين وجعل هذه المكونات الرئيسة في عداء دائم مع بن سلمان وادخاله في مستنقع اليمن بالحرب مع الحوثيين الذين تدعمهم الامارات ..

وقد تم الترتيب لكل ذلك حتى تبقى السعودية في حالة استنزاف ودعم لمجموعة متمردة على الشرعية اليمنية ضد القرار السعودي مما أضعف السعودية على الجبهتين العسكرية والسياسية. وقد اقترحت الإمارات على محمد بن سلمان اغتيال الصحفي الراحل جمال خاشقجي ، واتخذ هذا القرار في قصر سراب في حقل الشيبة بوجود سعود القحطاني واحمد عسيري وطحنون بن زايد ومحمد دحلان ، وكانت تعلم الامارات ان مثل هذا القرار سيرمي بن سلمان في أحضان الإمارات..

وكلنا يعلم مدى المشاكل والمعضلات التي وقع فيها الآن محمد بن سلمان ، وهو يعرف عز المعرفة انه لن يخلصه منها الا قطر بعلاقتها مع تركيا وحسن جوارها مع ايران . والآن يحاول اللجوء للكويت التي تلعب من بداية الازمة الخليجية دور الوسيط النزيه، ولأن قطر تعرف مدى خبث الإمارات اشترطت ان يكون حوارها مع السعودية بعيداً عن الإمارات لانها لم تعد مقبولة في الشارع القطري لاسياسياً ولا شعبياً ..

والغريب انه كلما حاول محمد بن سلمان الاقتراب من قطر هددته الإمارات وهو متأرجح الآن ، في موقف الصلح مع قطر . وفي الآونة الاخيرة اتخذ بن سلمان قرار المصالحة مع قطر منفرداً ، الا ان رد الامارات جاءه قوياً وهو استدعاؤه الى أبوظبي . فهل يتصور الموطن السعودي استدعاء حاكمه الفعلي الى أبوظبي صاغراً ذليلا ، بل وتهديده ان اقترب من قطر فان بن زايد سيكشف موضوع جمال خاشقجي وكل هذه الحقائق نضعها أمام الرأي العام ليعرف المواطن الخليجي والعربي مايدور خلف الكواليس.

لقد أصبح واضحاً ان مصير بن سلمان مرتبط بترامب وهو يعلم ان رحيل ترامب يهدد بقاءه، وترامب في أيامه الاخيرة ، وحتى لو بقي اربع سنوات اخرى فان مصير بن سلمان مرتبط بسنوات وجود ترامب ، لأن أي رئيس امريكي آخر قادم جمهورياً كان أم ديمقراطياً سيجعل بن سلمان هدفاً رئيسياً له !!

وأخيراً نقول ان استقلالية الموقف السعودية عن تآمر وغدر ابن زايد هو الضمانة لنجاح أي بادرة أو تحرك نحو الوساطة ونعرف جيداً من خلال قراءتنا للأحداث ان هذا التأثير السلبي بما يحمله من خبث ومكر هو الذي جعل أبوظبي تسارع في الاحتفاء بزيارة ابن سلمان الأخيرة وتؤكد على وجود ” علاقات تاريخية، وتاريخ مشترك عكسته الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين ” ..

غير ان قطر بقيادتها الشجاعة وشعبها الوفي قادرة على تلقين الحصار والمحاصرين المزيد من الدروس أهمها استمرار مسيرة العطاء والبناء ونحن بألف خير من دونهم.

عاشت قطر وشعبها ، وعاش تميم المجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى