في الصميم .. حلم الإتحاد الآسيوي – مبارك الخيارين

العديد منا يعرف الإتحاد الأوروبي كمنظمة

حملت معها منذ تأسيسها قبل ٦٣ عاماً أهدافاً عديدة من بينها دعم وتعزيز المواطنة الأوروبية كالحقوق الأساسية والمدنية والسياسية وضمان الحرية والأمن والعدل من خلال التعاون بين الدول الأعضاء في الشؤون الداخلية والعدل.

كما ان من بين أهدافه دعم التقدم الاقتصادي والاجتماعي عبر تدعيم السوق المشتركة، العملة المشتركة ، التنمية الاقليمية، قضايا حماية البيئية فضلا عن تقوية دور أوروبا في العالم في مجالات السياسة الخارجية والأمنية الموحدة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا لايوجد اتحاد آسيوي أسوة بالإتحاد الأوروبي والإفريقي ؟

ما فرص نجاح هذه الإتحاد الجديد الذي يمثل القارة الصفراء وهل بامكان هذا الاتحاد الوليد ان يكون أقوى الاتحادات وأغناها من العامل البشري والاقتصادي؟

الاجابة على هذا السؤال لاتحتاج الى صعوبة ، فآسيا كما يعرف الجميع غنية بمصادر الطاقة والصناعات والمياه والحضارات وكل المزايا التي تفيد شعوب هذا الاتحاد .

أتمنى ان يبدأ الإتحاد بفكرة ثم يظهر كنواة تشكيل قاري يكبر ويرتفع تدريجياً من خلال قواسم مشتركة بين ثنائي واكثر تبعاً لمصالح دول القارة المشتركة.

والذين يؤيدون فكرة انبثاق هذا الإتحاد يدركون ان العالم يعتمد في تحالفاته الآن على مصالح القارات وليس القوميات ” الفاضية ” او الأعراق والديانات ، وبعبارة أدق يعتمد على المصالح المشتركة للدول.

ان حلم تشكيل اتحاد آسيوي ينطلق من حاجة القارة الكبيرة الى نموذج مشابه للتجربة الأوروبية في أهدافها ومؤسساتها وكياناتها خاصة وانها تتمتع بثقل اقتصادي كبير يمكن ان يؤدي الى ايجاد سوق قارية مشتركة شعارها تعزيز التنمية الاقليمية وحماية البيئة والصحة والدفاع والتعليم وتنظيم شؤون الحياة الإقتصادية والإجتماعية وتنظيم عمل مؤسسات المجتمع المدني في مختلف انحاء القارة .

اننا نحلم بإتحاد آسيوي يجسد ثقل ومكانة قارتنا على الخارطة العالمية ويعيد لها هيبتها ومكانتها في مختلف نواحي الحياة ، وأختتم الأمنية بان تكون بلادي العزيزة قطر مقراً لهذا الإتحاد الجديد فهي تستحق ان يكون لها الريادة ، وهي دوحة العز التي منها تنهض آسيا نحو عهدها الجديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى